ذلك ينفع المؤمنين وكلما ينفع المؤمنين من العظة والتذكرة فهي حجة الله على العصاة الكفرة، فإذا ابتلي بذلك من أتباعه وخافهم على دين ربه فليتنح عنهم إلى غيرهم وليجتهد في الطلب لماله قصد ولله فيه انتدب ولا يفتر ولا يني ولا يهن في أمر الله ولا يضعف فان الله يقول سبحانه: * (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) * (7) ويقول سبحانه: * (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) * (8) قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: كذلك فعل الحسن ابن علي عليه السلام حين خولف وعصي ولم يجد على الحق متابعا ولا وليا فخرج لما أن أخرج وترك لما أن ترك ثم كان من بعد ذلك متربصا راجيا طامعا بالأعوان المحقين ليقوم بما ألزمه الله من جهاد الظالمين فإذا صار الإمام من خذلان الرعية له والرفض لامره وقلة الأنصار على حقه إلى ذلك فعل كما فعل الحسن عليه السلام من قبله.
باب القول فيما روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: إذا كان في عصر هذا الانسان إمام قائم زكي تقي علم نقي فلم يعرفه ولم ينصره وتركه وخذله ومات على ذلك مات ميتة جاهلية، فإذا لم يكن إمام ظاهر معروف باسمه مفهوم بقيامه فالإمام الرسول والقرآن وأمير المؤمنين، وممن كان على سيرته وفي صفته من ولده فتجب معرفة ما ذكرنا على جميع الأنام إذا لم يعلم في الأرض في ذلك العصر إمام ويجب عليهم أن يعلموا أن هذا الامر في