الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٤٢٣
الجليل، والخلق عليك دليل، وأنك لا تقضي بالفساد، ولا تجبر على العصيان العباد، برئ من أفعالهم تقضي بالخير وتأمر به وتنهي عن الفجور والبغي، وتعذب عليه،. صادق الواعد والوعيد، الرحمن الرحيم بالعبيد، أقول فيك بما ذكرت من العدل والتوحيد، وتصديق الوعد والوعيد، قولا مني مع من يقول به، وأكفيه من أبا القبول له، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم من شهد على مثل ما شهدت عليه وبه فاكتب شهادته مع شهادتي، ومن أبي فاكتب شهادتي مكان شهادته واجعل لي به عهدا يوم ألقاك فردا أنك لا تخلف الميعاد.
ثم يوصي يحيى بن الحسين من بعد ما شهد به لله من شهادة الحق كل من اتصل به وعرفه أو لم يعرفه من والد وولد قريب وبعيد بتقوى الله وحده لا شريك له، وبطاعته والاجتهاد له في السراء والضراء، والخوف منه والمراقبة له فإنه يعلم السر وأخفى، ويعلم خاينة الأعين وما تخفي الصدور، وبالأمر بالمعروف الأكبر، والنهي عن التظالم والمنكر، والأرصاد لأمر الله، فمن علم أنه مستحق للقيام بأمر الله مستأهل له، فيه الشروط التي تجب له بها القيام والإمامة من الدين والورع والعلم بما أحل الكتاب، وما حرم من الأسباب والحلم والشجاعة والسخاء والرأفة بالرعية والرحمة لهم، والتحنن عليهم، والتفقد لأمورهم، وترك الاستئثار عليهم، وأداء ما جعل الله لهم إليهم وأخذ ما أمر الله بأخذه من أيديهم على حقه وصرفه في وجوهه وإقامة أحكامه وحدوده، والثقة بنفسه على عبادة ربه فليقم لله بفرضه وليدع الناس إلى نفسه، وجهاد أعداءه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لايني، ولا يفتر، ولا يكل ولا يقصر، فإن ذلك فرض من الله عليه لا يسعه تركه، ولا يجوز له
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»
الفهرست