الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ١ - الصفحة ٢٨٥
حضره شئ فليتصدق منه على من يرى من الضعفاء والمساكين، وإن أمكنه أن يكون ذلك اليوم صائما فليفعل، ولا يصلي المغرب ولا العتمة حتى يرد مزدلفة وهي جمع فينزل بها، ويحط رحلة، ثم يجمع بها بين المغرب والعتمة، وللجمع بها سميت جمعا.
باب القول في العمل بمزدلفة قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: فإذا انتهى إلى مزدلفة فلينزل بها، ويصلي المغرب والعشاء الآخرة، وهي العتمة بأذان واحد وأقامتين، ثم يبيت بها حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر فليرتحل، وليمض حتى يقف عند المشعر الحرام، ويذكر الله سبحانه وجل عن كل شأن شأنه.
باب القول في العمل عند المشعر الحرام قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: فإذا أتى المشعر الحرام فليقل: اللهم هذا المشعر الحرام الذي تعبدت عبادك بالذكر الجميل لك عنده وأمرتهم به فقلت: ﴿فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام﴾ (17) ولا ذكر لك أذكرك به أعظم من توحيدك، والاقرار بعدلك في كل أمورك والتصديق بوعدك ووعيدك، فأنت إلهي لا إله لي سواك ولا أعبد غيرك تعاليت عن شبه خلقك وتقدست عن ممائلة عبيدك، فأنت الواحد الذي ليس لك مثيل، ولا يعدلك عديل لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، الأول قبل كل شئ، والآخر بعد كل شئ، والمكون لكل كائن، خالق الأولين والآخرين، والباعث لكل

(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست