الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ١ - الصفحة ٢٧١
بسم الله الرحمن الرحيم (مبتدأ أبواب الحج) قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: إن الله تبارك وتعالى افترض على خلقه ما افترض عليهم من حجهم، وأمرهم فيه بأداء مناسكهم، فوجب عليهم ما أوجب ربهم، وكان ذلك فرضا على جميع العالمين، واجبا على جميع المؤمنين ليميز الله به المطيعين من العاصين، ويفرق به بين الكافرين والمؤمنين، وفي ذلك ما يقول: رب العالمين: * (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) * (1) وقال سبحانه: * (وأتموا الحج والعمرة لله) * (2) يقول تبارك وتعالى: قوموا بما افترض عليكم منه، وأدوا ما دخلتم فيه منهما، وقوموا بما افترض الله على من دخل فيهما من جميع مناسكهما وفي ذلك ما قال الله تبارك وتعالى لنبيه إبراهيم الأواه الحليم، صلى الله عليه وسلم، * (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا على كل ضامر يأتين من كل فج عميق) * (3) فأمره صلى الله عليه ربه جل ذكره بالحج له إلى بيته الحرام، فحج كما أمره الله كما حج أبوه آدم صلى الله عليه،

(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست