واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ٩١
على ما سيأتي في موقف الصحابة من التقية في الفصل الثاني.
14 - وأخرج البخاري أيضا من طريق عبد الله بن مسيلمة، عن عبد الله بن عمر، عن عائشة قالت: إن رسول الله (ص) قال لها: ألم تري قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا على قواعد إبراهيم؟ فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال:
لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت (1).
ولقد أعاد البخاري رواية الحديث بصيغ أخرى أيضا.
وأخرج ابن ماجة (ت / 273) من طريق ابن أبي شيبة، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة قالت : سألت رسول الله (ص) عن الحجر؟ فقال: هو من البيت. قلت: ما منعهم أن يدخلوه فيه؟ قال: عجزت بهم النفقة. قلت: فما شأن بابه مرتفعا، لا يصعد إليه إلا بسلم ؟ قال: ذلك فعل قومك، ليدخلوه من شاؤوا ويمنعوه من شاؤوا، ولولا أن قومك حديث عهد بكفر مخافة أن تنفر قلوبهم، لنظرت هل أغيره فادخل فيه ما انتقص منه، وجعلت بابه بالأرض (2).
وهذا الحديث قد أخرجه البخاري بلفظه من طريق مسدد، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة (3)، كما أخرجه مسلم (ت / 261 ه‍) في صحيحه من طريقين كلاهما عن الأسود بن يزيد، عن عائشة (4)، وأخرجه الترمذي (ت / 297 ه‍) كذلك وقال: هذا حديث حسن صحيح (5).

(١) صحيح البخاري ٢: ١٧٩ - كتاب الحج، باب فضل مكة وبنيانها.
(٢) سنن ابن ماجة ٢: ٩٨٥ / ٢٩٥٥، كتاب المناسك - باب الطواف بالحجر.
(٣) صحيح البخاري ٢: ١٧٩ - ١٨٠، كتاب الحج - باب فضل مكة وبنيانها، وأعاد روايته في كتاب الأحكام - باب ما يجوز من اللو في الجزء التاسع: ص ١٠٦.
(٤) صحيح مسلم ٢: ٩٧٣ / 405 و 406 / كتاب الحج - باب جدر الكعبة وبابها.
(5) صحيح الترمذي 3: 224 / 875 (كتاب الحج - باب ما جاء في كسر الكعبة).
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»