واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ٨٨
10 - ما رواه الحسن البصري (ت / 110 ه‍) وأيده عليه سائر المفسرين من أن عيونا لمسيلمة الكذاب (ت / 12 ه‍) قد أخذوا رجلين من المسلمين فأتوه بهما، فقال لأحدهما:
أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال: نعم. قال: أتشهد اني رسول الله، فأبى ولم يشهد، فقتله. وقال مثل ذلك للثاني فشهد لمسيلمة الكذاب بما أراد، فأطلقه، فأتى النبي (ص)، وأخبره بما جرى، فقال (ص): أما صاحبك فمضى على إيمانه، وأما أنت فأخذت بالرخصة (1).
11 - ما رواه ابن ماجة (ت / 273 ه‍) في قصة عمار بن ياسر (ت / 37 ه‍) وأمه سمية بنت خباط (ت / 7 ق. ه‍)، وصهيب (ت / 38 ه‍)، وبلال (ت / 37 ه‍) والمقداد (ت / 33 ه‍) قال: فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس فما منهم أحد إلا وقد وآتاهم على ما أرادوا إلا بلالا (2) وفي لفظ أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر - كما في تفسير الطبري (ت / 310 ه‍) -: أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه حتى باراهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبي (ص)، فقال النبي (ص): كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئنا بالإيمان، قال النبي (ص): فإن عادوا فعد (3).
وفي لفظ الرازي (ت / 606 ه‍) انه قيل بشأن عمار: يا رسول الله إن عمارا كفر.
فقال: كلا، إن عمارا ملئ إيمانا من فرقه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه، فأتى عمار رسول الله (ص) وهو يبكي، فجعل رسول الله (ص) يمسح عينيه ويقول:
ما لك؟ إن عادوا لك، فعد لهم بما قلت (4).

(١) تفسير الحسن البصري ٢: ٧٦.
(٢) سنن ابن ماجة ١: ٥٣، 150 / باب 11 - في فصل سلمان وأبي ذر والمقداد.
(3) جامع البيان / الطبري 14: 122.
(4) التفسير الكبير / الرازي 20: 121، وقد تقدمت قصة عمار بن ياسر وما قبلها أيضا في تفسير الآية الثانية بكثير من تفاسير أهل السنة فراجع.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»