واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ١٠٤
7 - تقية امرأة من عمر بن الخطاب:
روى عبد الله بن بريدة قال: بينا عمر يعس ذات ليلة، انتهى إلى باب متجانف وامرأة تغني نسوة:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها * أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج ثم ذكر ما كان من عمر وكيف أنه دعا نصرا فوجده من أحسن الناس وجها وعينا وشعرا، فأمر عمر بشعره فجز، ونفاه إلى البصرة بسبب شعر هذه المرأة به. ثم قال:
وخافت المرأة التي سمع عمر منها ما سمع أن يبدر إليها شئ فدست إليه أبياتا:
قل للأمير الذي تخشى بوادره * ما لي وللخمر أو نصر بن حجاج إني بليت أبا حفص بغيرهما * شرب الحليب وطرف فاتر ساج لا تجعل الظن حقا أو تبينه * إن السبيل سبيل الخائف الراجي ما منية قلتها عرضا بضائرة * والناس من هالك قدما ومن ناج إن الهوى رعية التقوى تقيده * حتى أقر بألجام وأسراج قال: فبكى عمر وقال: الحمد لله الذي قيد الهوى بالتقوى (1).
8 - سراقة بن مالك بن جشعم (ت / 24 ه‍) وسراقة من الصحابة أسلم بعد الطائف في السنة الثامنة من الهجرة، وقد اتقى قومه كما هو مفصل في قصة هجرة النبي (ص) من مكة إلى المدينة. فقد ذكر ابن سعد (ت / 230 ه‍) في

(1) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد المعتزلي 12: 270 - تحت عنوان: نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»