صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ٩٥
القائلون باستحباب صوم يوم عاشوراء:
أن السيد الخوئي بعد أن ضعف سند الروايات المنع وادعى أنها غير نقية السند و

إشكالان: الأول: ان اجماع السلف على الاستحباب لا يجتمع مع القول بالحرمة.
الثاني: حتى وان قلنا: إن الخروج عن مخالفة الاجماع يكفي فيه موافقة فقيه واحد، وهو هنا متحقق البحراني صاحب الحدائق من القول بالحرمة ولكن مع ذلك لا يخلو عن الاشكال.
والجواب: ان هذا الاجماع اجتهادي ولا يكون مستنده شئ خارج عن هذه الروايات والشاهد عليه ان الشيخ وغيره أفتى استنادا إلى الجمع بين الروايات الآمرة بالصوم والروايات الناهية عنه. فالاجماع هنا قطعي المدرك أو لا أقل: انه محتمل المدرك فلا يكون حينئذ كاشفا عن رأي المعصوم أو عن دليل معتبر زائد على ما أوردناه من الروايات بحيث يوجب تبدل الرأي. والشاهد على دفع الأشكال هو ان المتأخرين عن العلامة أيضا استدلوا على المطلب بهذه النصوص وبهذا الجمع. وعليه: لا نخشى من مخالفة هذا الاجماع نعم يشكل الاعتماد على مجرد مخالفة فقيه واحد وهو صاحب الحدايق في مخالفة الاجماع لكنا عثرنا على كلام صاحب المدارك. وهو مؤيد قوى وهو الذي لا يعتمد الا على الخبر الصحيح حتى أنه مخالف لجده الشهيد الثاني الذي هو مدقق في رجال السند ومع ذلك يقول: ينبغي العمل برواية ابن سنان لصحة سنده. فيرتفع الاستيحاش ويكون الأقوى حرمة صوم يوم عاشوراء ولكن نظرا إلى الطريقة التي عندنا في الاحتياط في الفتوى بالنسبة إلى ترك صوم يوم عاشوراء من حيث عدم المخالفة العملية للمشهور فنحتاط ونقول: الأحوط وجوبا هو الترك ولكن من حيث النظرية العملية: الأقوى هو الحرمة ومن حيث الفتوى الأحوط وجوبا التعامل معه معاملة حرمة الصوم (تقرير درس الأستاذ الوحيد الخراساني يوم الأحد 18 / 3 / 73. الموافق 27 / ذي القعدة / 1414).
ثم بعد الإشارة إلى قول الحدائق والمجلسي يظهر النظر والتأمل في كلام المحقق القمي حيث نفى القائل بالحرمة الا على وجه التبرك قال: ومع ذلك فلم يظهر قول بالحرمة من أحدنا الا على وجه التيمن والتبرك باليوم كما يتيمن به الأعداء (غنائم الأيام 6: 78.) اما المطلقات: انما تؤثر فيما لو لم يتعارض ولم يقدم مثل رواية ابن سنان حينئذ تؤثر الروايات العامة والمطلقات والا فالاطلاقات تقيد بروايات المنع. ثم إن رواية الزهري الدالة على التخيير تكون ضمن مجموعة الروايات الموافقة للعامة أضف إلى ضعف السند فيها. وهكذا الروايات الواردة في فضل يوم عاشوراء فقد ثبت ردها برواية ميثم تمار...
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»