صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٠٠
عشر قسما:... الثامن: بلا خلاف أجده فيه بل في ظاهر الغنية الاجماع عليه - صوم يوم عاشوراء - لخبر أبى همام عن أبي الحسن وخبر عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه وخبر مسعدة بن صدقة عن الصادق عليه السلام وخبر كثير النوا عن الباقر عليه السلام لكن قيده المصنف وجماعة بان يكون على وجه الحزن لمصائب سيد شباب أهل الجنة وما جرى عليه في ذلك اليوم. مما ينبغي لوليه ان يمنع نفسه عن الطعام والشراب طول عمره فضلا عن ذلك اليوم لا ان يكون على جهة التبرك و الشكر كما يصنعه بنو أمية واتباعهم... وبذلك جمع الشيخان وغير هما بين ما سمعت و بين النصوص المتضمنة للنهي عن صومه.
هذا مع أنه مناف لظاهر اتفاق الأصحاب ومعلومية حصر الحرمة في غيره لكن فيه: إن أقصى ما يستفاد من هذه النصوص الكراهة خصوصا بعد جمعه مع الاثنين ومع يوم عرفه كمعلومية ان المذموم والمنهي عنه اتخاذه كما يتخذه المخالفون والتبرك فيه واظهار الفرح والسرور فيه لا ان المنهى عنه مطلق صومه وانه كالعيد وأيام التشريق وإلا لم يكن ليخفى مثل ذلك على زرارة ومحمد بن مسلم حتى يسألا عنه ضرورة حينئذ كونه كصوم العيدين.
نعم، قد يقال بنفي التأكيد عنه لمشاركته في الصورة لأعداء الله وان اختلفت النية، بل لعل ذلك انما يكون إذا لم يتمكن من افطاره ولو للتقية فينوي فيه الوجه المزبور لا مطلقا خصوصا مع ملاحظة خبر عبد الله بن سنان عن الصادق عليه السلام... و خصوصا بعد ما روي عن ميثم التمار... مما يدل على كذب ما ذكروا وقوعه فيه من خروج يونس. وبه يظهر ضعف خبر كثير النواء الذي روى ذلك مضافا إلى ما قيل فيه من أنه بتري عامي قد تبرأ الصادق (عليه السلام) منه في الدنيا والآخرة.
وعلى كل حال فلا ريب في جواز صومه سيما على الوجه الذي ذكره الأصحاب.
وما في المسالك من أن مرادهم بصومه على جهة الحزن: الامساك إلى العصر كما في
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»