صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٠٦
لكنها كغيرها غير نقية الأسانيد شاذة فلا يمكن ان يثبت بها تحريم ولا كراهة ولا يخصص بها العمومات باستحباب الصوم بقول مطلق وانه جنة.
ويكفي في الاستحباب بالخصوص فتوى الأصحاب معتضدة باجماع الغنية و لكن في النفس بعد منه شئ سيما مع احتمال تفسير الصوم على وجه الحزن بما ذكره جماعة من استحباب الامساك عن المفطرات إلى العصر كما في النص وينبغي ان يكون العمل عليه. (1) 18 - النراقي: منها صوم يوم عاشوراء فإنه قال باستحبابه جمع من الأصحاب على وجه الحزن والمصيبة بل قيل لا خلاف فيه أجده... ولا يخفى انه لا دلالة في شئ من اخبار الطرفين على المذكور " التقييد بكونه حزنا " ولا شاهد على ذلك الجمع من وجه... بل مقتضى الطريقة طرح الاخبار الأولى بالكلية لمرجوحيتها بموافقة أخبث طوائف العامة موافقة قطعية والاخبار بها مصرحة ولذلك جعل في الوافي الأولى تركه.
وقال بعض مشايخنا فيه بالحرمة وهو في غايته الجودة بمعنى حرمته لأجل الخصوصية وإن لم يحرم من جهة مطلق الصوم.
ولا يضر ضعف اسناد بعض تلك الأخبار بعد وجودها في الكتب المعتبرة مع أن فيها الصحيحة.
ولا يرد ما قيل من أنها مخالفة للشهرة بل لم يقل به أحد من الطائفة ومع ذلك مع اخبار استحباب مطلق الصوم لمعارضة، لان جميع ذلك انما يرد لو قلنا بالتحريم بالمرة لا بقصد الخصوصية ولأجل انه السنة واما معه فلا نسلم المخالفة للشهرة ول لا تعارضها اخبار مطلق الصوم.
فالحق حرمة صومه من هذه الجهة فإنه بدعة عند آل محمد عليهم السلام متروكة، ولو

1 - الشرح الصغير 1: 292. ومثله في الرياض 5: 461.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»