صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ٩٢
3 - الخونساري: واما استحباب صوم يوم عاشوراء فلخبر عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: صيام يوم عاشوراء كفارة سنة وقيده المصنف وجماعة بان يكون على وجه الحزن لمصاب سيد شباب أهل الجنة لا ان يكون على جهة التبرك والشكر كما يصنعه بنوا أمية واتباعهم وبذلك جمع الشيخان وغيرهما - قدس سرهم - بين ما سمعت وبين النصوص المتضمنة للنهي عن صومه كصحيح زرارة ومحمد بن مسلم سألا الباقر عليه السلام عن صوم يوم عاشوراء من شهر الحرام فقال: يوم فيه حوصر الحسين... وجزم بعض متأخري المتأخرين بالحرمة ترجيحا للنصوص الناهية وحملا لما دل على الاستحباب على التقية والظاهر أن هذا أقرب خصوصا مع ملاحظة خبر عبد الله بن سنان عن الصادق عليه السلام قال دخلت عليه يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون... فان من المعلوم ان صوم هذا السائل لم يكن بعنوان التبرك. (1) 3 - الشيخ الأستاذ: صوم يوم عاشوراء على الأحوط الوجوبي لا يكون جائز. (2)

١ - جامع المدارك ٢: ٢٢٧.
2 - توضيح المسائل (الطبعة الأولى) ص 494 المسألة: 1755 ومضمون كلام الأستاذ في الدرس: لابد من ملاحظة - الراوي - في رواية: لا تجعله يوم صوم وغيرهما حيث إن السائل فيها هو ابن سنان وهكذا روايات أخرى يكون السائل من أكابر الشيعة وهؤلاء لم يسألوا عن الصوم شكرا أو فرحا أو استبشارا يوم عاشوراء بل السؤال عن الصوم في ذلك اليوم فيجيب الامام بالمنع.
لكن قد يجاب عن الأستاذ: بان هؤلاء لم يسألوا لأنفسهم كما يظهر من أكثر مسائلهم التي كانت عن الفروع الفقهية الواضحة العامة الابتلاء بل كانوا يريدون سماع النصوص من المعصومين عليهم السلام حول المسائل لعامة الناس وتثبيتها في الكتب وبثها فلا ينظر إلى حالتهم الخاصة ومقامهم العلمي لبيان فقه الحديث.
ثم أضاف الأستاذ قائلا: أضف إلى ذلك أن في الروايات: ان الصوم للشكر وعاشوراء يوم مصيبة وهذا اللحن لسان المنع والزجر فكيف يمكن الجمع بينهما وبين ما دلت على أنها كفارة ذنب سنة، فهذا
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»