صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ٩٣

الجمع هو الجمع التبرعي.
لكن قد يجاب عن الأستاذ: ان الشكر لا ينافي المصيبة والشاهد على ذلك قوله في زيارة عاشوراء. اللهم لك الحمد حمد الشاكرين على مصابهم ".
أضف إلى ذلك أن الفرح الذي هو ضد المصيبة انما يناسب الافطار ويشهد لذلك تعليل حرمة الصوم يوم العيدين بأنه يوم فرح وسرور. فالمراد بالشكر هو ما يقوم به آل أمية واتباعهم من الصوم بنية الشكر على قتل الحسين عليه السلام ".
أضاف الأستاذ قائلا: " مع أن قانون الجمع هو: ان يكون أحدهما نصا والآخر ظاهرا أو يكون أحدهما أظهر والثاني ظاهرا ولابد من ملاحظة شاهد الجمع بين الروايتين.
وعليه فكلام ابن إدريس والمحقق وصاحب الجواهر يكون من الجمع بلا شاهد سيما مع هذا التصريح من الامام بالصوم بلا نيه والافطار بعد العصر بشربة من الماء فالصوم الحزني هو الامساك لا الصوم بنية الحزن وفرق بينهما.
اذن: الحق هو التعارض بين الطائفتين بالتباين ولا يمكن الجمع بينهما إذ مفاد طائفة منها: المطلوبية والمحبوبية ومفاد طائفة أخرى: النص في المبغوضية ولا جمع عرفي بينهما.
بيان آخر: ان إحدى الطائفتين آمرة بالصوم " صمه، صوموا " والأخرى ناهية عن الصوم ولا شك في تحقق التعارض بينهما. فيما لو تعلقا بشئ واحد عرفا وعقلا ونصا. بل هذا من أظهر مصاديق " يجئ عنكم حديثان مختلفان أحدهما يأمرنا والآخر ينهانا "، ثم إن الحدائق حمل الروايات الدالة على الاستحباب على التقية ونحن نوافقه ولكن لا بالمقدار الذي قاله بل تحتاج المسألة إلى تحقيق إذ لو لم يتم حجية الروايات المانعة فلا يصل الدور إلى التعارض ثم الحمل على التقية. حيث إن من جملة المرجحات هي المخالفة للعامة فلو لم يتم حجية الروايات المانعة كما عن السيد الخوئي وعدم اعتبار رواية ابن سنان عنده فتبقى روايات الاستحباب حجة وبلا معارض. نعم يبقى الموافقة للعامة وهنا لنا بحث دقيق، وهو انه: نفرض عدم وجود المعارض لهذه الروايات ولكن لابد من ملاحظة أصالة الجد والجهة في هذه الروايات الآمرة بالصوم مع غض النظر عن التعارض وعن اعتبار رواية ابن سنان وذلك لان حجية كل رواية متوقفة على تمامية أصول ثلاثة:
1 - أصالة السند والصدور.
2 - أصالة الظهور.
3 - أصالة الجد.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»