لكن المثالين والواجبات المركبة خارجة عن ذلك فان التعلم هو تحصيل الحجة ويمكن ان توجد المذكورات من دون ذلك بل بتحصيل غير حجة مع مطابقتها الواقع فافهم. واما احتمال الوجوب النفسي فلا وجه له الا الآيات والروايات التي يدعى دلالتها على ذلك مثل آية النفر (1) والأخبار الدالة على وجوب التعلم، لكن هذا واضح البطلان فقد ذكر في محله دلالة المذكورات على الوجوب الطريقي، وتدل عليه هذه الرواية ان الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: عبدي كنت عالما؟ فان قال: نعم قال له: أفلا عملت؟ وان قال:
كنت جاهلا قال: أفلا تعلمت حتى تعمل؟ (2) ثم على تقدير التسليم بان التعلم واجب نفسي لكن الاحتياط غير التعلم، فكيف يصير واجبا من باب وجوب التعلم؟ فان الاحتياط هو احراز اتيان العمل بجميع محتملاته لا تعلم الحكم كما هو أوضح من أن يخفى وأيضا التقليد على الصحيح من أنه استناد إلى قول الغير ليس بتعلم والتعلم مقدمته. واما احتمال الوجوب الطريقي لهذه الثلاثة فأيضا ساقط من جهة ان الاحتياط لا يكون معذرا لعدم تصور مخالفة الواقع في مورده، ولا يكون منجزا أيضا لما ذكرنا من أن التكليف الاوقعي بنفسه منجزا اما للعلم أو الاحتمال قبل الفحص فلا يحتاج إلى منجز اخر فكيف يكون الاحتياط منجزا له؟ فلا يكون الاحتياط واجبا كذلك. واما الاجتهاد والتقليد فأيضا لا يكونان منجزين للتكليف بعين ما ذكرنا