رسالة في الاجتهاد والتقليد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد وآله الطاهرين والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، واللعن على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
الكلام في الاجتهاد والتقليد:
اعلم أن كل مكلف إذا التفت إلى حكم شرعي فاما ان يحصل له القطع به أولا. اما إذا حصل له القطع به فيقطع باستحقاق العقاب بمخالفة قطعه ولذا يجب عليه الجري على وفقه عقلا من دون حاجة إلى أي جعل شرعا، وهذه الصورة خارجة عن محل الكلام وهو الاجتهاد.
واما إذا لم يحصل له القطع بالحكم كما هو الحال غالبا فلا يحتمل ان لا تكون التكاليف الواقعية موجهة اليه، فلابد له من تحصيل البراءة اليقينية عنها، وبعبارة أخرى:
العقل يحكم بلزوم عمل يحصل بسببه القطع بالفراغ عن عهدة تلك التكاليف الواقعية والا لم يؤمن من العقاب. وان أبيت الا عن احتمال تلك التكاليف غير مقرون بالعلم الاجمالي فالحكم أيضا كذلك من جهة ان تلك الشبهة شبهة قبل الفحص ولا تجري فيها أدلة البراءة لا عقلا ولا شرعا كما قرر في محله فلابد له من عمل يقطع به الأمن من العقاب، وهذا لا يحصل الا بالاستناد إلى حجة ثبتت حجيتها بدليل قطعي، وذلك اما الاجتهاد أو