البحث في رسالات العشر - محمد حسن القديري - الصفحة ٣٤٠
قطعنا النظر عن بقاع الأرض فأي ارتباط بين القمر والشمس نسميه بالمحاق أو تحت الشعاع؟ واي معنى محصل لقوله لارتباط خاص بين القمر والشمس من دون ارتباط له ببقاع الأرض؟ فلو فهم من تحت الشعاع ان القمر يكون بين أشعة الشمس يرد عليه ان القمر دائما تحت الشعاع بهذا المعنى الا عند الخسوف بلا فرق بين كون القمر في المحاق أولا، فان نصف القمر منور دائما بالشمس في جميع حالاته طول الشهر، ولو فهم ان القمر في حالة المحاق يكون في مسافة خاصة للشمس بحيث لا يرى، يرد عليه ان القرب والبعد بالنسبة إلى الشمس لا يؤثران في الرؤية ما دام القمر موجود ويستضئ من نور الشمس والمانع بين الأرض والقمر مفقود. فلو قيل: ان أشعة الشمس مانعة عن الرؤية. يقال: مع أن شعاع الشمس مثبت للرؤية لا انه مانع لها فافهم، لازم ذلك الحكم بوجود القمر وترتيب اثار الشهر، فان المفروض ان عدم الرؤية من جهة المانع وهو شعاع الشمس ومانعية شعاع الشمس كمانعية الغيم. ولو قيل: ان بقاع الأرض مانعة عن الرؤية يرد عليه مع أنه خلاف ما هو بصدده وهو ان حالة المحاق تستدعي عدم الرؤية لازم ذلك ارتباط الأرض أيضا في الخروج عن المحاق ولكن شيئا من ذلك لا يتم، والصحيح ان تحت الشعاع وكذا المحاق ربط بين القمر والشمس وبقاع الأرض لأن الشهر نتيجة حركة القمر الانتقالية حول الأرض على خلاف حركة الأرض الوضعية أي من المشرق إلى المغرب، وأسرعية حركة الأرض عن حركة القمر بمقدار يقرب أربعين دقيقة في دور واحد، فان حركة الأرض الوضعية من المغرب إلى المشرق وحركة القمر الانتقالية حول الأرض من المشرق
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»