البحث في رسالات العشر - محمد حسن القديري - الصفحة ١٩١
مساجدهم فتدل على الاجزاء ولو في الاجزاء الركنية. ولكن هذه الروايات لا تدل على الاجزاء بالنسبة إلى العمل الاوقع تقية ابدا فان مقايسة الصلاة مع المخالف والصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وآله أو ترتب الثواب على الدخول في الصلاة معهم أو الامر بالصلاة معهم في مساجدهم أو في عشائرهم - كما في بعض الروايات - غير ظاهرة في ذلك، بل من المحتمل بل المطمأن به - على ما يظهر إن شاء الله - أن تكون هذه الروايات ناظرة إلى مرغوبية العبادة الواقعة مع المخالف في نفسها بحيث يكون العنوان واسطة في العروض والحيثية تقييدية، لا مرغوبيتها بعنوان تطبيق الوظيفة عليها بحيث يكون عنوان التقية واسطة في الثبوت، والحيثية حيثية تعليلية. ولا تدل هذه الراويات على أزيد من مطلوبية العبادة معهم. وان شئت فلاحظ الروايات الآتية الواردة في باب استحباب ايقاع الفريضة قبل المخالف أو بعده وحضورها معه، فإنه بعد البناء على عدم تصور الامتثال عقيب الامتثال أو البناء على امكان الإعادة في مورد الإجادة فقط كما بنى عليه المحقق الهمداني - قدس سره -. ودلالة هذه الروايات على أن لا يكتفي بالصلاة مع المخالف وان يؤتي بالفريضة قبل المخالف أو بعده نستكشف ان مطلوبية الصلاة معهم ليست من باب تطبيق الوظيفة على الواقع معهم بل ن باب مرغوبية نفس الشركة معهم في العبادة واراءتهم ان يعبد معهم، والا فما معنى الامر بالجمع بين العبادتين والامر بالرغبة في ذلك؟ فلو كان الفرد الكامل هو الواقع لا عن تقية فتطبيق الوظيفة على الواقع عن تقية لغو، ولو كان الفرد الكامل هو الواقع عن تقية فتطبيق الوظيفة على الواقع لا عن تقية لغو، فلا يستقيم الامر بالجمع الا بان يقال: ان الوظيفة هو العمل
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»