أحكام المرأة المفقود عنها زوجها في المذاهب الخمسة - أحمد فاضل سعدون الجادري - الصفحة ٩٢
شروط الرسول إذا اعتمد الحاكم على من ينوب عنه فما هي شروط المبعوث؟
اختلف الفقهاء فيها فبين من قيده بالعدالة ومن اكتفى بالوثاقة والعدالة " عبارة عن ملكة إتيان الواجبات وترك المحرمات " (1).
ويكشف عنها من خلال حسن الظاهر علما أو ظنا " وتثبت بشهادة العدلين وبالشياع المفيد للعلم " (2).
وللعدالة أهمية قصوى في الفكر الإمامي فقد اشترطوها في الشهود وإمام الجماعة والجمعة والقاضي والحاكم والإمام (3).
وهذا الاهتمام قد لا نجده لدى بقية المذاهب الإسلامية فمع انهم ذكروا العدالة كشرط من شروط الإمام إلا أن الشيخ عز الدين يقول: " إذا تعذرت العدالة في الأئمة والحكام قدمنا أقلهم فسقا " (4) ولذا نراهم يبيحون الصلاة خلف الفاسق، مع اختلاف في الإباحة بالمعنى الأخص (5) أو الأعم (6) وفي بعض الصلوات. ففي رواية عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الصلاة المكتوبة واجبة خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا وان عمل الكبائر " (7).

١ - العروة الوثقى ص ٤ مسألة ٢٣ ط حجرية.
٢ - نفس المصدر.
٣ - نفس المصدر ص ٥ مسألة ٤٤.
٤ - الفقه على المذاهب الأربعة ج ٥ ص ٤١٧.
٥ - الإباحة بالمعنى الأخص " مساواة الفعل والترك في نظر المولى " دروس في علم الأصول ج ٢، السيد محمد باقر الصدر، ط ٢، الناشر: مجمع الشهيد آية الله الصدر العلمي، ربيع الثاني ١٤٠٨ ه‍. ص ١٦.
٦ - الإباحة بالمعنى الأعم " وقد يطلق عليها اسم الترخيص في مقابل الوجوب والحرمة فتشمل المستحبات والمكروهات مضافا إلى المباحات بالمعنى الأخص لاشتراكها جميعا في عدم الإلزام " نفس المصدر.
٧ - سنن أبي داود ج ١، للحافظ أبي سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي، دار إحياء التراث العربي (بلا تاريخ). ص 162 ح 594.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»