شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١١٤٠
بها على مطالبي وسلوكي. (وأهش (27) بها على غنمي) أي، على رعاياي وعلى ما هو تحت يدي من القوى البدنية. (ولى فيها مآرب أخرى) أي، مقاصد لا تحصل إلا بها من الكمالات المكتسبة (فانقلبت المعصية التي هي السيئة طاعة أي حسنة، كما قال: (يبدل الله سيئاتهم حسنات)) أي، انقلاب العصا حيوانا ايماء إلى انقلاب المعصية طاعة حسنة فإن العصا من المعصية والمعصية إذا انقلبت صارت طاعة، كما قال تعالى: (أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) ولما كان تبديل السيئة حسنة عبارة عن ترتب حكم الحسنة عليها، إلا أن عينها تصير حسنة، قال: (يعنى في الحكم.) كما جاء في الخبر من أن المحبوبين يعد قتلهم بالإحياء وإفسادهم بالإصلاح. وعلى هذا (فظهر الحكم هاهنا عينا متميزة في جوهر واحد.) أي، ظهر حكم العصيان المنقلب إلى الطاعة على صورة عين الثعبان، وهي متميزة عن صورة أخرى، وكلها تظهر في جوهر واحد لا تعدد فيه حقيقة.
(فهي العصا والحية والثعبان الظاهر) أي، فتلك العين هي العصا بحكم العصيان، وهي الحية والثعبان بحكم الطاعة للرحمن.
(فالتقم) الثعبان (أمثاله من الحيات من كونها حية، والعصى من كونها عصا. فظهرت حجة موسى على حجج فرعون في صورة عصى وحيات وحبال.) لأن الحق أراد تصديق نبيه وتغليبه على فرعون، فظهرت العين الظاهرة بالصورة العصائية على الصورة الثعبانية، فالتقم أمثالها من الحيات من كونها حية والعصى من كونها عصى في الأصل.
(فكانت للسحرة الحبال، ولم يكن لموسى حبل. و (الحبل) التل الصغير. أي، مقاديرهم بالنسبة إلى قدر موسى بمنزلة الحبال من الجبال الشامخة.) أي، حبال السحرة الظاهرة على صورة الحيات إشارة إلى صغر قدرهم بالنسبة إلى قدر

(27) - (الهش)، برگ از درخت فرو ريزاندن.
(١١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1135 1136 1137 1138 1139 1140 1141 1142 1143 1144 1145 ... » »»