شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٠٧٥
(وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنياوية محجوبة عن نشأته الأخراوية في الدنيا. فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنياوية لما يجرى عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخراوية لا بد من ذلك. فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك.) أي، وهذا الرد إلى العقل لا يكون إلا ما دام المتجلى له في هذه النشأة الدنياوية محجوبا عن نشأة الأخراوية، فإن ارتفع عنه الحجاب واطلع على ما في نشأته الأخراوية اطلاعا شهوديا، وهو في الدنيا، فحينئذ لا يبقى للعقل معه نزاع فيما أدرك من التجلي، ولا يحتاج إلى الرد إلى مقامه، ولا تحصل الحيرة. فإن العارفين المكاشفين للحقائق بالتجليات الإلهية ظاهرون في الدنيا بالصورة ويجرى عليهم أحكام ما يتعلق بموطن الدنيا، والله تعالى حول قلوبهم إلى النشأة الأخراوية. فهم بالصورة في الدنيا وبالباطن في الآخرة. ولا يعرفهم إلا من كشف الله عن بصيرته الغطاء ورفع عن عينه الحجاب. كما قال تعالى: (أوليائي تحت قبابي، لا يعرفهم غيري) (23)

(٢٣) - منغمران در دنيا اگر چه در ظاهر اهل عبادت وزهدند، ما دامى كه در حجاب دنيا مستقرند، در فهم آيات قرآنيه وأحاديث ولويه، اگر چه به شأن نزول وتعدد قرائات عالم ودر فصاحت وبلاغت وفهم وجوه اعجاز فريد دهر باشند، از طبقه مفسران به شمار مى روند. ومفسران نسبت به نوادر از علما، كه مظهر تجليات اسمائيه‌اند وحق پرده هاى ضخيم طبيعت وتبعات نفس را از جلو چشم آنان بر داشته وكلمات قرآنيه را از متكلم آن، عز شأن، به گوشى ديگر مى شنوند ودر زمره ارباب تأويل قرار گرفته واز معنى به الفاظ سير مى نمايند، خواب اند، وبالغان به مقام تأويل، كه حظى از بطن دوم وسوم و چهارم دارند، بيدار وهشيارند. أما سمعت أن الصادق الإمام، جعفر بن محمد، عليهما السلام، إذا يقرأ الكريمة في الصلاة، كان يعرض عليه الغشوة. وإذا سئلوا عن سببها، كان يقول: إني أسمع الآية من القائل بها. وكان، عليه السلام، يرى الحق في مقام تعينه باسمه (المتكلم). وبهذا الاسم يظهر الكلام الذي هو عين علمه تعالى بالنظام الأتم. والإنسان الكامل البالغ إلى هذا المقام يقرأ القرآن بجميع درجاته في آن واحد، كقراءة على، عليه السلام، القرآن في آن واحد أو أقل. كما في الخبر الصحيح. (ج)
(١٠٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1070 1071 1072 1073 1074 1075 1076 1077 1078 1079 1081 ... » »»