(عندك بيتا في الجنة) فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته) ضمير (بصفته) عائد إلى (يحيى). أي، سمى يحيى بصفته التي هي الإحياء. (حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه، عليه السلام، آثر بقاء ذكره في عقبه، إذ الولد سر أبيه، فقال: (يرثني ويرث من آل يعقوب). وليس ثم موروث في حق هؤلاء الأنبياء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه.) وإنما آثر بقاء ذكر الله في عقبه، لأن الأنبياء، عليهم السلام، رحمة على العالمين، فطلب الولد ليكون ظاهرا على سره، فيذكر الله و يدعو الخلق إليه - كما كان قلبه ذاكر الله دائما - وداعيا إلى الله عباده. فالعلة الغائية من طلب الولد إظهار أعلام الله وإفشاء أحكامه وإظهار أسمائه وصفاته، والقيام بتكميل الخلائق وإيصال المستعدين إلى حقيقة الحقائق التي هي منبع الرحمة.
لذلك قال: (يرثني ويرث من آل يعقوب). وميراثهم النبوة والولاية والدعوة إلى الهداية والإبعاد عن الضلالة (3)