ولأجل سريان هذه الحياة الذاتية في الماء، جعل الله من الماء كل شئ حي.
أي، كل ماله حياة خلق من الماء، إذ النطف التي تخلق الحيوان منها ماء، وما يتكون بغير توالد فهو أيضا بواسطة المائية المتعفنة. وكذلك النباتات أيضا لا تنبت إلا بالماء.
ولما كان كل ما هو في الوجود مسبح لربه تعالى بالنص الإلهي، ولا يسبح إلا الحي، قال: (فكل شئ حي، وكل شئ الماء أصله. ألا ترى العرش كيف كان على (الماء) لأنه منه تكون فطفا عليه.) أي، علا وارتفع عليه. والمراد بالماء الذي هو أصل كل شئ (النفس الرحماني) الذي هو الهيولى الكلى والجوهر الأصلي، كما تقدم أن صور جميع الأشياء حاصلة عليه، لا الماء المتعارف. فهو الماء الذي كان عرش الله عليه، إذ العرش كما يطلق ويراد به (الفلك الأطلس)، كذلك يطلق و يراد به (الملك). كما قال الشيخ، رضى الله عنه، في الباب الثالث عشر من الفتوحات: (إن العرش) في لسان العرب يطلق على (الملك) يقال: ثل عرش الملك. أي، دخل خلل في ملكه. ويطلق ويراد به (السرير) (3) ونقل عن