وإضافتها إلى الكلمة (الأيوبية) لنزول الخطاب في حقه. فالمراد بالحكمة (الغيبية) ظهور الحق له بالسلوك والرياضة والطاعة والعبادة، وحصول ماء الحياة التي هي في عين الظلمات بالصبر في أنواع البلايا والمحن الواقعة في نفسه وأهله و أمواله وأولاده، فكان كلها رفعا لدرجاته وتحصيلا لكمالاته وترقيا في حالاته و تجلياته، لشهوده المبلى والممتحن في عين البلايا والمحن، وصبر به على مقاساة الشدائد ومتاعبها، ولم يشتغل بإزالتها ومداراتها حتى وصل في عين القرب من الرب وحصل في مقام الأنس برفع وحشة الطلب، فنادى: (إني مسني الشيطان بضر). فكشف الله عنه ضره وطهر عن أدناس الموانع سره.
لا يقال: إنما سمى حكمته (غيبية) لأن أموره كلها ما ظهرت إلا من الغيب أولا وآخرا. لأن أهل العالم كلهم لا يظهر أمورهم إلا من الغيب، فلا اختصاص حينئذ (1)