شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٩٥١
داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى). أي، ما يخطر لك في حكمك من غير وحى منى. (فيضلك عن سبيل الله) أي، عن الطريق الذي أوحى به.) بسكون (الياء) للمتكلم. (إلى رسلي).
قوله: (ثم المنة) مرفوع على الابتداء، وخبره: (التنصيص).
أو بكسر الميم، من المنة، عطفا على (الإنعام). أي، أعطاه على طريق الإنعام عليه. ثم، المنة الكبرى والمكانة الزلفى.
أو بفتحها، عطفا على المفعول الثاني لأعطاه.
أو مرفوع على الابتداء، وخبره (التنصيص)، و (ثم) هنا للرتبة، كقوله تعالى: (ثم كان من الذين آمنوا).
وإنما كانت الخلافة المنة الكبرى والمكانة الزلفى، لأنها صورة مرتبة الألوهية المعطاة لمن هو خليفة على العالم بالتبعية، ولا مرتبة أعلى منها.
(ثم، تأدب سبحانه معه، فقال: (إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب). ولم يقل له: فإن ضللت عن سبيلي فلك عذاب شديد.) ظاهر.
(فإن قلت: وآدم، عليه السلام، قد نص على خلافته. قلنا ما نص مثل التنصيص على داود. وإنما قال للملائكة:
(إني جاعل في الأرض خليفة). ولم يقل: إني جاعل آدم خليفة في الأرض. ولو قال أيضا مثل ذلك، لم يكن مثل قوله: (إنا جعلناك خليفة). في حق داود. فإن هذا محقق وليس ذلك كذلك. وما يدل (4) ذكر آدم في القصة بعد ذلك على أنه عين ذلك الخليفة الذي نص الله عليه. فاجعل بالك لإخبارات الحق عن عباده إذا أخبر. وكذلك في حق إبراهيم الخليل، قال: (إني جاعلك للناس إماما). ولم يقل: خليفة. وإن كنا نعلم أن الإمامة هنا خلافة، ولكن ما هي مثلها، لأنه ما ذكرها بأخص أسمائها وهي الخلافة.) كله غنى عن الشرح.
(ثم، في داود من الاختصاص بالخلافة أن جعله خليفة حكم. وليس ذلك إلا

(4) - (ما) في قوله: (وما يدل) للنفي. (ج)
(٩٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 946 947 948 949 950 951 952 953 954 955 955 ... » »»