شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٩٤٩
بالحق. (وفصله عن العالم، فجمع له بين الحالتين في اسمه، كما جمع لداود بين الحالين من طريق المعنى) أي، طريق المسمى. (ولم يجعل ذلك في اسمه، فكان ذلك اختصاصا لمحمد على داود، صلوات الله عليهما، أعني، التنبيه عليه باسمه. فتم له الأمر) أي، لمحمد، صلى الله عليه وسلم. (من جميع جهاته، وكذلك في اسمه (أحمد). فهذا من حكمة الله.) قوله: (هذا) إشارة إلى ما ذكره من التنبيه بالاسم:
من قطعهما عن العالم ووصلهما بالحق. أي، هذا المعنى من جملة حكم الله الحاصلة في الوجود، لا يخلو عن حكمة إلهية.
(ثم قال في حق داود، عليه السلام، فيما أعطاه) أي، في جملة ما أعطى داود.
(على طريق الإنعام عليه، ترجيع الجبال معه التسبيح) بالنصب، على أنه مفعول لقوله (ترجيع). وهو منصوب على أنه مفعول ثان (إعطاه). أو بنزع الخافض المبين (ما)، أي من (ترجيع الجبال). والمفعول الثاني الضمير. أي، فيما أعطاه إياه.
(فتسبح لتسبيحه، ليكون له عملها. وكذلك الطير.) بالجر. أي، ترجيع الطير وتسبيحه. أو بالنصب. أي، وكذلك سخر له الطير يسبح معه تسبيحه. (وأعطاه القوة ونعته بها، وأعطاه الحكمة وفصل الخطاب.) أي، قال في حقه: (إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب). وقال: (يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد). فجعل ترجيع الجبال
(٩٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 943 945 946 947 948 949 950 951 952 953 954 ... » »»