شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٩٠٦
(فالحكيم هو العليم بالترتيب. فكان، صلى الله عليه وسلم، بترداده هذه الآية على علم عظيم من الله. فمن تلا هذه الآية هكذا، يتلو، وإلا فالسكوت أولى به.) (75) هذا تحريض على التدبر والتفكر في معاني الآيات والحضور بين يدي الحق.
(وإذا وفق الله عبدا إلى نطق بأمر ما، فما وفقه إليه إلا وقد أراد إجابته فيه وقضاء حاجته.) وهذا أيضا سر إجابة الدعاء. فإن الله تعالى لا يمكن العبد في الدعاء إلا للإجابة.
(فلا يستبطئ أحد ما يتضمنه ما وفق له (76) وليثا بر مثابرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم). (ما يتضمنه) مفعول (يستبطئ) و (ما) موصولة، أو بمعنى شئ.
و (ما وفق له) فاعل (يتضمن) وهو الدعاء. أي، فلا يستبطئ أحد الإجابة التي يتضمنها الدعاء. وتذكير ضمير المفعول باعتبار لفظة (ما).
ويجوز أن يكون (ما) في (ما وفق) بمعنى المدة. وفاعل (يتضمن) ضميرا راجعا إلى (الدعاء)، إذ الكلام فيه. أي، لا ينبغي أن يستبطئ أحدكم في دعائه الإجابة ما دام موفقا للدعاء، وليواظب على دعائه وطلبه مواظبة رسول الله، عليه السلام، بتكراره ليلته. (على هذه الآية في جميع أحواله حتى يسمع بأذنه أو بسمعه.) أي، حتى يسمع الداعي بأذنه التي هي آلة السماع. (أو بسمعه) أي، بسمع قلبه. فإن السمع روحاني، والأذن جسماني. (كيف شئت، أو كيف أسمعك الله الإجابة. فإن جازاك بسؤال اللسان، أسمعك بأذنك، وإن جازاك بالمعنى، أسمعك بسمعك.) (77) لما كانت المجازاة في

(٧٥) - من تلاوتها. (ج) (٧٦) - ما وفق له من النطق. (ج) (٧٧) - ولا يخفى أن الظاهر أن يقال: كيف شاء، أو كيف أسمعه الله. وتغيير الأسلوب إما بالتفات من الغيبة إلى الخطاب، أو بتقدير القول، أي، يسمع بأذنه مقولا معه كيف شئت الإجابة بسؤال اللسان لفظا. أو بمعنى كيف شئت أسمعك الله الإجابة لا بد أن يكون مجازا به لك، وإجابته إياك بما يناسب حالك، فإن جازاك بسؤالك باللسان، أسمعك بأذنك، وإن جازاك بالمعنى، أسمعك بسمعك. (ج)
(٩٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 901 902 903 904 905 906 907 909 910 911 912 ... » »»