شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٩٠٣
بمخالفتهم، أي، تجعل لهم غفرا يسترهم عن ذلك ويمنعهم منه.) استعمل (الغفر) بمعنى الغافر، وهو الساتر. كما يستعمل (العدل) بمعنى العادل. يقال: رجل عدل. أي عادل.
((فإنك أنت العزيز) أي، المنيع الحمى) تمنع ما تحميه عن أن يتسلط سلطان القهر عليه. ف‍ (المنيع) بمعنى المانع. و (الحمى) هو الممنوع. أو بمعنى الممنوع. أي، ممنوع حماك عن أن يكون للغير وجود فيه. وحماه أحدية ذاته التي جميع الأشياء فانية فيها متلاشية عندها. أو عين العبد المحمى عن أن ينصرف فيه غيره.
(وهذا الاسم إذا أعطاه الله لمن أعطاه من عباده) أي، إذا جعله عزيزا.
(يسمى الحق ب‍ (المعز) والمعطى له هذا الاسم ب‍ (العزيز)) لكونه مظهر العزة (70) (فيكون منيع الحمى عما يريد به (المنتقم) و (المعذب) من الانتقام والعذاب.) أي، فيكون الحق مانعا حماه، وهو عين العبد الذي جعله الحق عزيزا، عما يريد به (المنتقم) و (المعذب) من التسلط عليه. أو يكون العزيز ممنوع الحمى، أي، لا يكون للإسم (المنتقم) و (المعذب) عليه حكم. وذلك إما للعفو عن ذنوبه، أو للمغفرة بهيئة ماحية للذنوب، كقوله: (إن الحسنات يذهبن السيئات).
(وجاء بالفصل والعماد أيضا تأكيدا للبيان، ولتكون الآية على مساق واحد في قوله: (إنك أنت علام الغيوب). وقوله: (كنت أنت الرقيب عليهم) فجاء أيضا:
(إنك أنت العزيز الحكيم) فكان) أي، تردد النبي، صلى الله عليه وسلم، قرائته ليلته الكاملة. (سؤالا عن النبي، عليه السلام، وإلحاحا منه على ربه في المسألة ليلته الكاملة إلى طلوع الفجر يرددها طلبا للإجابة. فلو سمع الإجابة أول سؤال، ما كرر.

(70) - وفي التنزيل: (من يريد العزة فإن العزة لله جميعا). ونحن نعلم أن (العزة) تعد من أسماء الذات، فهو (العزيز). والعزيز من كان متحققا بهذا الاسم المبارك ك‍ (العلى) و (العظيم) وهما أيضا من أسماء الذات. والمصلى الكامل من يرى الحق متجليا بهذه الأسماء، أو شاهد العظمة الربوبية متصفة بالعلو الحقيقي عند زوال التعينات. (ج)
(٩٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 898 899 900 901 902 903 904 905 906 907 909 ... » »»