شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٨٨١
وصفهم الله بالاختصام، لأن الطبيعة متقابلة. وذلك لأنها محل ولاية الأسماء و مظهر أحكامها. والأسماء الإلهية متقابلة: فإن (الرحيم) يقابل (المنتقم)، (القهار) و (المعز) يقابل (المذل). وكذلك جميع الأسماء. ولما كانت الصفات المتقابلة التي في المرتبة الإلهية لا يظهر تقابلها إلا في مظاهرها - الموجودة في الخارج و مادة الوجود الخارجي التي منها يتعين الموجودات هو النفس الرحماني - قال:
(والتقابل الذي في الأسماء الإلهية التي هي النسب، إنما أعطاه النفس.) أي، أظهره النفس بقابليته، لأن التقابل غير حاصل في الأسماء، ثم يحصل منه، فإن التعينات الأسمائية في الحضرة الإلهية والعلمية يقتضى ذلك التقابل. ولو لم يكن تقابلها في الباطن، لم يكن أيضا في الظاهر، إذا الظاهر صورة الباطن، والوجود الخارجي يخرج ما في الباطن إلى الظاهر. وكون أعيان السواد والبياض والحرارة والبرودة في الذهن مجتمعة، لا يمنع تقابلها، كما لا يمنع التقابل الذي بين النقيضين المجتمعين في العقل، دون الخارج. فلا يقال: الأسماء لا يتقابل إلا في صورها التي يتحقق بها حقائق تلك النسب، ولو لا وجوداتها بظهوراتها في الصور، لم يتقابل (45) (ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحكم.) أي، عن حكم التقابل. و هي الذات الإلهية من حيث المرتبة (الأحدية). (كيف جاء فيها الغنى عن العالمين؟) وقد مر في أول الكتاب أن الذات الإلهية من حيث أحديتها موصوفة بالغنى عن العالمين، ومن حيث إلهيتها وأسمائها موصوفة بالافتقار (46) حيث

(45) - هذا رد من الشارح على الشارح الكاشي، حيث قال الشارح الكاشاني، أستاذ الشيخ الشارح، بعد ما نقل عنه بقوله: لا يقال: (الأسماء لا يتقابل إلا في صورها...) إلى أن قال: (وذلك الظهور هو النفس الرحماني، فلهذا ما كانت الإلهية بالأسماء غنية عن العالمين، إنما الغنى هو الذات الخارجة عن حكم النفس الرحماني، فلهذا خرج العالم على صورة من أوجده من الإله، أي، الحضرة الواحدية الأسمائية). شرح الكاشاني، ط القاهرة، ص 183. (ج) (46) - واعلم، أن إطلاق الافتقار على الحق نوع تجاسر وإسائة أدب بالنسبة إلى الحق. وأن الحق في التجلي الأسمائي أيضا لا يفتقر إلى المظاهر. وإن المظهر الإمكاني الموجود في الحضرة العلمية يفتقر إلى الحق في الوجود، بل في الوجود القدري الذي يظهر بالفيض الأقدس. به تقرير وتقريب أوضح، اگر وجود اطلاقى در صورت نفس رحمانى به مقام ظهور تنزل ننمايد، هيچ تعينى در أسماء حاصل نشود، وپر معلوم است كه نفس رحمانى اگر پا در ميان نگذارد، أسماء الهيه تعين نپذيرند تا چه رسد به ظهور تقابل وتخاصم بين آنها. پس تقابل بين أسماء الهيه از دم الهى ظاهر گردد، وآثار متقابله بر نفس مترتب شود، وبه ظهور نور وجود وامتداد آن بر ماهيات واعيان ممكنه تقابل وتخاصم ظاهر گردد. خلاصه آنكه ماهيات تا به وجود خاص خود موجود نشوند، تقابل در آثار ديده نشود. وماهيات و اعيان در مرتبه الهيه به وجود خاص موجود نيستند، ونفس رحمانى مبرز احكام آنها مى شود. فتأمل في المقام. وما ذكرناه نهاية الدرك العقلي والعقل النظري. (ج آشتيانى، ليله 7 رمضان المبارك، 1410 ه‍ ق)
(٨٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 876 877 878 879 880 881 882 883 884 885 886 ... » »»