شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٨٧٦
كوننا معدومين، وبما أعطاه إيانا من الوجود والكمالات اللازمة له مع مقتضى أعياننا.
(فأحياه الذي يدرى * بقلبي حين أحيانا) أي، أحيا قلبي بالحياة العلمية الذي هو عالم به (36) واستعداده الحاصل له في الأزل حين أحيا أرواحنا وقلوبنا بالحياة الذاتية الحسية. تقديره: الذي يدرى بقلبي أحياه حين أحيانا.
(فكنا فيه أكوانا * وأعيانا وأزمانا) أي، فكنا في غيب الحق وفي علمه أعيانا ثابتة، وفي عالم الأرواح أكوانا موجودة مبدعة، وكنا عند نزولنا إلى غيوب السماوات والأرض ومرورنا بهذه المنازل و غيرها من منازل المعادن والنباتات والحيوانات إلى حين الوصول إلى هذه الصورة الإنسانية أزمانا ودهورا في الغيب حتى ظهرنا في هذه الدار.
ولما ذكر كوننا في علم الحق ومراتب غيوبه وشهاداته دائما، ذكر ما يتعلق بطرف الحق أيضا بقوله:
(وليس بدائم فينا * ولكن ذاك أحيانا) أي، وليس الحق بحسب ظهوره وتجليه بدائم فينا، ولكن ذاك أحيانا يحصل لقلوبنا استعداد ذلك التجلي الذي به يحصل الشهود والعلم الحقيقي الموجب للحياة الروحانية، وبه يصير الحق سمع العبد وبصره وجوارحه، والعبد سمع الحق وبصره وباقي صفاته.
(ومما يدل على ما ذكرناه في أمر النفخ الروحاني مع صورة البشر العنصري، هو

(36) - أي، أحيى قلبي بالحياة العلمية. (الذي) أي الحق الذي عالم بقلبي. وضمير (به) يرجع إلى (القلب). (ج)
(٨٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 871 872 873 874 875 876 877 878 879 880 881 ... » »»