شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٨٨٢
قال:
(فالكل مفتقر * ما الكل مستغن) وهذا أيضا دليل على أن التقابل في الحضرة الأسمائية حاصل (47)

(47) - واعلم، أن مرجع التخاصم لو كان في الأسماء ظاهرا، فلا بد أن يكون في الذات كامنا غير ظاهر، لأن الأسماء مستجنة في الغيب المطلق والأحدية الذاتية، ولكن التخاصم في الأسماء غير ظاهر، لأنه لا لسان للأسماء والصفات في الذات. وبعد ظهور الأسماء، بعد طلبها المكنون المستجن المناسب للذات، أن الذات أجاب دعائها وأظهرها بالفيض الأقدس في المرتبة الألوهية، وفي هذه المرتبة يظهر التخاصم. أو يسرى في الصور العلمية والقدرية من ناحية الأسماء. ولكن التخاصم، بعد كمونه في المظاهر العلمية والقدرية، يظهر ظهورا تاما في الملأ الأعلى، من ناحية النفس الرحماني. وظهور تقابل الأسماء من ناحية الأعيان الخارجية. وحديث التخاصم في الملأ الأعلى، أي، عالم الأرواح مذكور في الرواية ( المعراجية). ومما ذكرناه يظهر عدم ورود مناقشة الشارح على كلام أستاذه، أو يكون النزاع لفظيا. ومما يؤيد كلام الشارح الكاشاني أن الأسماء مع قطع النظر عن إضافتها إلى المظاهر العلمية لا تكثر فيها، لوحدتها واتحادها بذاتها، وبعد ظهورها في الصور القدرية أحكامها مخفية في غاية الخفاء، وبعد ظهور الأعيان بالفيض المقدس والنفس الرحماني يظهر التخاصم في الملأ الأعلى، وظهوره التام إنما يكون في عالم الشهادة. كما أشار المولوي المعنوي (رض): (چون كه بي رنگى اسير رنگ شد موسيى با موسى در جنگ شد.
چون دويى رنگ را بر داشتى موسى وفرعون كردند آشتى) (ج)
(٨٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 877 878 879 880 881 882 883 884 885 886 887 ... » »»