شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٨٧٨
إلى النفس الرحماني بعينها نسبة الصورة النوعية التي للجسم الكلى (38) إلى الجسم، فإنه نوع من أنواع الجوهر، فلا بد له من الصورة النوعية والروحانية المقومة له، والامتداد المطلق الذي هو الصورة الجسمية مستفاد منها. فلذلك، أي فلذلك الاستلزام للطبيعة الكلية، قبل النفس الإلهي صور الموجودات الروحانية والجسمانية، كما قيل: النفس صور الحروف، والكلمات بواسطة الصوت.
(فهو لها) أي، فالنفس لصور العالم كالجوهر الهيولاني الذي للأجسام، لأنها فائضة عليه متعينة فيه، (39) فليس ما يستلزم النفس الرحماني إلا عين الطبيعة الكلية والصور فائضة عليها، فالعناصر أيضا صورة من صور الطبيعة كما يذكر، (40) وكان نفخ الروح الأمين نفسه فيها منضما مع الصورة العنصرية و هو المطلوب.

(٣٨) - أي، الجسم المطلق. (ج) (٣٩) - قوله: (لأنها) أي صور العالم فائضة عليه، أي على النفس، متعينة في النفس. (ج) (٤٠) - واعلم، أن (نفس الرحماني) و (الطبيعة) شئ واحد بحسب الحقيقة، وتغايرها بالاعتبار. فهذا الوجود العقلي الفعلي من حيث إنه فائض من الحق المنفس، نفس، ومن حيث إنها مبدأ الفعل باعتبار إظهاره للتعينات، والانفعال باعتبار تقيده بها، طبيعة كلية.
فهذه الحالة له، أي كونه مبدأ الفعل والانفعال، أول تعين وحالة تعرض للنفس الرحماني عروضا عقليا. هذا وجه. لكن الظاهر من عبارة الشيخ في هذا الفص و (الفص المحمدي) أن المراد ب‍ (الطبيعة) هو نحو وجود للمهيات الكلية الذي يتعين النفس به، كنحو وجود الجوهر والعرض. والظاهر أن المراد بالطبيعة المادة الأولى للعوالم كلها و نسيمها ب‍ (الوجود المنبسط) الذي في العقل عقل وفي النفس نفس وفي السم سم و في الترياق ترياق وفي الطبيعة المادية طبيعة. وهي التي عبارة عن مبدأ الحركة في المواد. وإن الحروف والكلمات الوجودية بوجه عارضة، أو قابلة، لهذه الطبيعة الكلية التي عبر عنها على بن أبي طالب ب‍ (الهباء) وقبل منها كل شئ بحسب قابليته. وأول ما قبل منها الوجود، هو نبينا، محمد سيد العالم بأسره، ثم أقرب الناس إليه، على بن أبي طالب، سر الأنبياء أجمعين، ثم سائر الأنبياء والأولياء. وإن شئت تفصيل الكلام، فارجع إلى أوائل المجلد الأول للفتوحات، باب (بدأ الأشياء). (ج)
(٨٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 873 874 875 876 877 878 879 880 881 882 883 ... » »»