شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٨٨٠
أو بالياء من (الكون). أي، وما يكون عن جنس كل سماء ومادتها من الملائكة، فهو من العناصر.
ولا ينبغي أن يتوهم أن المراد بالملائكة هنا نفوسها المنطبعة فقط، فإن لكل سماء نفسا منطبعة، وملائكة خلقها الله من مادة كل منها بحيث كادت لا يتناهى.
قال (رض) في الباب الثالث عشر من فتوحاته: (ثم خلق جوف الكرسي (41) أفلاكا فلكا من جوف فلك. وخلق في كل فلك عالما منه يعمرونه، سماهم (ملائكة) يعنى رسلا.
(فهم عنصريون ومن فوقهم طبيعيون.) أي، الملائكة السماوية عنصريون، ومن فوقهم من ملائكة العرش والكرسي ونفوسهما الناطقة والمنطبعة والعقول المجردة - كلها طبيعيون.
قال (رض) في الباب الثالث عشر من فتوحاته: (إن أول جسم خلقه الله أجسام أرواح الملائكة المهيمة في جلال الله. ومنهم العقل الأول والنفس الكلية (42) وإليها (43) انتهت الأجسام النورية المخلوقة من نور الجلال. وما ثم ملك من هؤلاء الملائكة من وجد بواسطة غيره إلا النفس التي دون العقل. وكل ملك خلق بعد هؤلاء، فداخلون تحت حكم الطبيعة. فهم من جنس أفلاكها التي خلقوا منها وهم عمارها (44) والمراد هاهنا بالطبيعة، الطبيعة العنصرية، لذلك قال: فهم من جنس أفلاكها. وبالجسم النوري الجسم الطبيعي الغير العنصري.
(ولهذا وصفهم الله ب‍ (الاختصام) (أعني الملأ الأعلى) لأن الطبيعة متقابلة) أي، ولأجل أن الملائكة التي فوق السماوات، وهم الملأ الأعلى، طبيعية،

(41) - في الفتوحات: (خلق في جوف الكرسي). (السفر الثاني)، ط عثمان يحيى، ص 352.
(42) - والنفس الكل. (ج) (43) - (وإليها) أي، إلى أجسام هذه الأرواح الملكية المهيمة. (ج) (44) - الفتوحات، (السفر الثاني)، ط قاهره، عثمان يحيى، ص 394. (ج)
(٨٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 875 876 877 878 879 880 881 882 883 884 885 ... » »»