للخلق بوجودك، فإن الدنيا لا تخرب ما دام كونك فيه. قال تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون). والخطاب للنبي، صلى الله عليه وسلم، وللوارثين نصيب منه (34) (فأعطيناه ما يبدو * به فينا وأعطانا) أي، فأعطيناه الحق ما يظهر بوجوده فينا من الحياة والعلم والقدرة وغير ذلك من الصفات الكمالية. فأعطيناه إياها برجوعنا إليه وفناءنا فيه ذاتا وصفة و فعلا، كما قال: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها). وأعطانا ما علم و ظهر له من أعياننا من الإمكان والحدوث والفقر والعجز، وفي الجملة، ما طلبت استعداداتنا من صفات الكمال والنقصان بإيجادها وإظهارها في الوجود الخارجي (35) (فصار الأمر مقسوما * بإياه وإيانا) أي، فصار الأمر الوجودي منقسما بما أعطيناه إياه من أحوالنا التي كنا عليها حال
(٨٧٥)