اهتدى، ومن أخطأ، ضل وغوى) (53) وفي هذا التشبيه إيماء أيضا إلى كون العالم بأسره أعراضا، فإن الضوء عرض والنفس عرض، لأنه عبارة عن انبساط التجلي الوجودي وامتداده وظهوره، ومعروضه حقيقة الوجود الحقيقي الذي هو الحق المطلق.
(والعلم بالبرهان في * سلخ النهار لمن نعس) (النعاس) النوم. (سلخ) النهار آخره. أي، إدراك هذه المعاني إنما هو بالكشف العياني، لا بالدليل البرهاني، فمن وجده كشفا وعيانا، فقد أصاب، لأنه أدرك الأمر على ما هو عليه، ومن حصله بالنظر والبرهان من وراء ستور الحجب مع أن شمس الحقيقة طالعة ويوم الكشف الإلهي قد لاح صباحه بوجود العين المحمدي في هذه النشأة الدنياوية وبقى على حجابه إلى سلخ هذا اليوم الذي مقداره ألف سنة، فهو ناعس في نوم الغفلة. كما قال رسول الله، صلى الله عليه و سلم: (الناس نيام، فإذا ماتوا، انتبهوا).
(فيرى الذي قد قلته * رؤيا تدل على النفس) أي، الناعس المحجوب يرى ما قررته وأشرت إليه من النفس الرحماني وآثاره بنظر عقله، كما يرى النائم رؤيا تعبيره وجود النفس المذكور. وإنما شبهه بالرؤيا التي يجب التعبير عنها، لأن الرائي صورة ما في نومه، يدرك نفسه معنى ما من وراء حجابية تلك الصورة المتجسدة، وقد يعلم حقيقة ما يراه وقد لا يعلم، وكذلك صاحب النظر يحكم بعقله على ما يجد من وراء الحجاب، وقد يكون على يقين من