شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٨٥٢
بأنه ابنه، كما يقول الظالمون. تعالى عنه علوا كبيرا.
(به يؤثر) أي، بذلك النسب يؤثر في العالي، أي فيمن له العلو المرتبي كالإنسان، وفيمن له السفل المرتبي وهو الدون كالطير، بإحياء الموتى و خلق الطير، أو يؤثر ويتصرف في العالم العلوي السماوي والسفلى الأرضي كلها.
(الله طهره جسما ونزهه روحا وصيره مثلا بتكوين) وفي بعض النسخ: (لتكوين). أي، الله طهر جسمه وبدنه من الأدناس الطبيعية التي بواسطتها يتصرف الشيطان في الإنسان، كما شق جبرئيل صدر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وطهره ونزه روحه عما يوجب النقائص والمذام، وحلاه بجميع الكمالات والمحامد.
(وصيره مثلا) أي، متماثلا لربه في إحياء الأموات وخلق الطير وتكوينه لكونه مخلوقا على صورته. وإطلاق المثلية هنا مجاز، إذ لا مثل له ولا نظير، لكون الكل منه. أو صيره مماثلا لآدم في كونه تكون من غير أب، كما تكون آدم من غير أب. قال تعالى: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب).
وتقديم اسم (الله) يفيد التعظيم - كما يقال: السلطان أمر بهذا الحكم - واحصر، على أنه طهر جسمه من غير واسطة لا غيره، كما أوجد روحه من غير واسطة.
(اعلم، أن من خصائص الأرواح أنها لا تطأ شيئا إلا حيى ذلك الشئ و سرت الحياة فيه. ولهذا قبض السامري قبضة من أثر الرسول الذي هو جبرئيل، عليه السلام، وهو الروح. وكان السامري عالما بهذا الأمر. فلما عرف أنه جبرئيل، عرف أن الحياة قد سرت فيما وطئ عليه، فقبض قبضة من أثر الرسول - بالصاد أو
(٨٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 847 848 849 850 851 852 853 854 855 856 857 ... » »»