شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٨٤٨
ومن ولادة نبينا، صلى الله عليه وسلم، إلى زماننا هذا سبعمأة وأحد وثمانون سنة، فالمجموع ألف وثلاثمأة وست وثلثون سنة.
وتحقيقه: أن البدن الحاصل من الجسم الكثيف الظلماني مشارك في الحقيقة والجوهرية مع الجسم اللطيف النوراني الذي منه أجسام الأفلاك، بل لا يمكن أن يتعلق الروح المجرد بهذا الجسم الكثيف أيضا إلا بواسطة ذلك الجسم اللطيف، ولذلك يتعلق أولا بالروح الحيواني الذي هو الجسم اللطيف البخاري الحاصل من امتزاج لطائف الأركان الأربعة بعضها مع بعض، ثم بواسطته يتعلق بالقلب، ثم الكبد، ثم الدماغ. على ما هو مقرر عند الحكماء. وفي قوة هذه الجسم الكثيف أن تبدل بذلك الجسم اللطيف وبالعكس، عند تعلق القدرة الإلهية بذلك، إذ الكثافة واللطافة من عوارض حقيقة الجسم، خصوصا إذا تنورت النفس بالنور الرباني، فتنورت بدنها، كما قال: (وأشرقت الأرض بنور ربها). و حينئذ يشارك صاحبه الملائكة ويرتفع إلى مقامهم. فارتفاع عيسى، عليه السلام، إلى السماء من هذا القبيل. وسيجيئ بيانه أكثر من هذا، كما سنذكره في (الفص الإلياسي).
والسماء، عند أهل الحقيقة، عنصري، قابل للخرق والالتيام، كما سنذكره (7) وقوله تعالى عن لسانه: (فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم).

(7) - وأما الأجسام الفلكية، التي تعد في عصرنا من الأباطيل والأوهام، لو فرض تحققها، لا تقبل الخرق والالتيام. والدليل الذي ذكره أهل الحق، على حد تعبيره، عليل عند المحققين من أرباب النظر. (ج)
(٨٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 843 844 845 846 847 848 849 850 851 852 853 ... » »»