شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٨٥١
أي، من الله. لذلك أحيا الأموات وخلق الطير من الطين، وهو الخفاش. قال تعالى حاكيا عنه: (إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير). فانفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله. وأبرء الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله. فهو مظهر للإسم الجامع الإلهي، كنبينا، صلى الله عليه وسلم. لذلك كمل نسبته إليه في كونه صاحب الاسم الأعظم، (11) وقرب ظهوره بظهوره، وينزل من السماء مرة أخرى، ويدعو الخلق بدين نبينا، صلى الله عليه وسلم.
(حتى يصح له من ربه نسب به يؤثر في العالي وفي الدون) (النسب) بفتح النون، وبالكسر، وهم. أي، إحياء الأموات وخلق الطير، ليصح نسبه، ونسبته إلى الله بكونه صادرا منه مظهرا للإسم الجامع الإلهي، (12) لا

(11) - صرح الشيخ الشارح بأن التحقق بمظهرية الاسم الأعظم من مختصات النبي (ص) والعترة. نعوذ بالله من شرور أنفسنا. (ج) (12) - واعلم، أن العيسى، عليه السلام (روح منه)، وتكون مرتبته مرتبة الروحية، وليس له مقام جمعية الأسماء حتى يكون مظهر اسم الحق، و ما بلغ إلى مرتبة الصحو الثاني والتجلي الخاص الذي يخرج مظهره عن التعين الإمكاني. وكلما قيل في المقام في حق عيسى لا يفيد ما تخيله الشارح القيصري. وما قال في حق عيسى عن مظهريته للمرتبة الواحدية والألوهية بعينها صادق على العقل الأول. وهو أول من بايع الختم الخاص المحمدي، أعني المهدى الموعود. ولذا قال الشيخ الأكبر في الفتوحات، في باب وزراء المهدى: منهم العيسى. وما قاله الشيخ الكبير أن خلافة المهدى تكون بلا واسطة. وبالجملة، أن الكمل من الأنبياء لا حظ لهم من المظهرية (الله) الذاتي، أعني مقام أحدية الجمع، وإن كان لهم نصيب من التجلي الواحدي والأحدي، إنما هو حال لهم، لا مقام. وما ورد في كتاب استعدادهم في الأزل إنما هو نازل من أسماء خاصة محدودة، وللنبي والوصي، عليهما السلام، مرتبة الأكملية والتمحض في التشكيك، وأنه لا حجاب بينهم وبين الذات. وأما المتكفل لترويج شريعة نبينا (ص) إنما هو المهدى، عليه السلام، الذي عبر عنه بأنه خليفة الله بقوله، صلى الله عليه وآله: (إن لله خليفة يملأ الأرض قسطا وعدلا). وإن عيسى الذي له مرتبة الروحية، حسنة من حسنات هذا الختم المحمدي. وإن شئت تفصيل الكلام وعدم خروج العيسى عن مقام الإمكان، فارجع إلى ما حققه شيخ مشايخنا في تعاليقه على (الفص الشيثي). وما نقلنا عن الشيخ الأكبر في آخر (الفص الشيثي). (ج)
(٨٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 846 847 848 849 850 851 852 853 854 855 856 ... » »»