حينئذ يكون محمولا على أن (التوفي) عبارة عن رفعه إلى السماء، لا على المفارقة بين الروح وبدنه.
قيل: (8) إن حقيقة عيسى، عليه السلام، ظهرت بالصورة المثالية المتجسدة في هذا العالم. كما صرح هذا القائل بقوله: (فإنه روح متجسدة في بدن مثالي روحاني، لذلك بقى مدة مديدة). وفيه نظر. لأن الصورة المتجسدة لا يحتاج إلى الأكل والشرب في دار الدنيا، وقد قال الله فيه وفي أمه: (وكانا يأكلان الطعام). وأيضا، إنما يتجسد الأرواح بالصورة الحسية بأمر الله تعالى لمقاصد تتعلق بالعباد، فإذا انقضت، رجعوا إلى ما كانوا عليه. وذلك مدة يسيرة بين العباد الذين في دار الدنيا، لا مدة ألف سنة وفي السماء. والظهور ثانيا لا يحتاج إلى بقاء الصور المتجسدة مدة طويلة، لأن لهم قوة الظهور والتجسد في كل آن (1 - 8) (روح من الله لا من غيره فلذا أحيا الموات وأنشأ الطير من طين) واعلم، أن الأرواح المهيمة التي منها العقل الأول (9) وأرواح الأفراد والكمل كلها