فص حكمة قدرية في كلمة عزيرية والمراد بالحكمة (القدرية) سر القدر والأعيان الثابتة والنقوش التي فيها، لا نفس (القدر) الذي هو بعد (القضاء) المعبر عنه بتوقيت في عينها، فإن هذا القضاء والقدر مرتب على الأعيان الثابتة ونقوشها الغيبية. وإنما اختصت الكلمة (العزيرية) بهذه الحكمة القدرية، لأن عينه كانت باستعدادها الأصلي طالبة لمعرفة سر القدر وشهود الإحياء، ولذلك قال مستبعدا عند مروره بالقرية الخربة: (أنى يحيى هذه الله بعد موتها؟) فأشهده الله في نفسه و حماره (1) ذلك بإماتتهما وإحيائهما، كما قال: فأماته الله مأة عام، ثم بعثه إظهارا للقدرة على الإعادة (2)
(٨١٣)