شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٨١٣
فص حكمة قدرية في كلمة عزيرية والمراد بالحكمة (القدرية) سر القدر والأعيان الثابتة والنقوش التي فيها، لا نفس (القدر) الذي هو بعد (القضاء) المعبر عنه بتوقيت في عينها، فإن هذا القضاء والقدر مرتب على الأعيان الثابتة ونقوشها الغيبية. وإنما اختصت الكلمة (العزيرية) بهذه الحكمة القدرية، لأن عينه كانت باستعدادها الأصلي طالبة لمعرفة سر القدر وشهود الإحياء، ولذلك قال مستبعدا عند مروره بالقرية الخربة: (أنى يحيى هذه الله بعد موتها؟) فأشهده الله في نفسه و حماره (1) ذلك بإماتتهما وإحيائهما، كما قال: فأماته الله مأة عام، ثم بعثه إظهارا للقدرة على الإعادة (2)

(1) - حماره، أي، بدنه. (ج) (2) - قوله: (بإماتتهما وإحيائهما...). قال شيخنا العارف الكامل، مد ظله: يمكن أن يقال إن علاقة الروح بعد الموت باقية بالنسبة إلى البدن، فإنه دار قراره ونشوه ومادة ظهوره فعلية، فلا إشكال في إحياء الموتى في هذا العالم. ويمكن أن يقال إن الإحياء عبارة عن التمثل ببدنه الحسى أو المثالي المنتقل معه في هذه العالم، كما الأمر كذلك في الرجعة. أي تصحيحه بأحد الوجهين. أقول: ما ذكره أولا قد أشار إليه السيد المحقق الداماد، قدس الله نفسه، في رسالة فارسية منسوبة إليه، راجعة إلى سر زيارة الأموات، فقال: على ما ببالي ما ترجمته أن للنفس علاقتين بالبدن: علاقة صورية، وعلاقة مادية. والموت يوجب سلب العلاقة الصورية، لا المادية، ولهذا شرع زيارة الأموات. (الامام الخميني مد ظله)
(٨١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 807 808 809 810 811 813 814 815 816 817 818 ... » »»