يبقى عليهم صورة الحجاب تعطفا ورحمة منه عليهم.
(وقد علم الرسول أيضا أن الأمر المعجز إذا ظهر للجماعة، فمنهم من يؤمن عند ذلك، ومنهم من يعرفه ويجحده ولا يظهر التصديق به ظلما وعلوا وحسدا، و منهم من يلحق ذلك بالسحر والإيهام) أي الشعبذة. (فلما رأت الرسل ذلك وأنه لا يؤمن إلا من أنار الله قلبه بنور الإيمان، ومتى لم ينظر الشخص بذلك النور المسمى إيمانا، فلا ينفع في حقه الأمر المعجز. فقصرت الهمم) أي، همم الأنبياء. (عن طلب الأمور المعجزة.) أي، من الله. (لما لم يقم أثرها في الناظرين) لعدم إعطاء حقائقهم وأعيانهم الثابتة قبولها. (ولا في قلوبهم، كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال: (إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء). ولو كان للهمة أثر، ولا بد لم يكن أحد أكمل من رسول الله، صلى الله عليه و سلم، ولا أعلى وأقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبى طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها (10) ولذلك قال في الرسول: إنه ما عليه إلا البلاغ. وقال: (ليس عليك