شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٥٣٣
مذموم لظهوره في مقام القلب تارة ومقام النفس أخرى، بل التمكين أيضا قبل الوصول بمعنى الوقوف في بعض المقامات مذموم، لأنه لا يترقى إلى مقام الفناء.
((لا تذر على الأرض) يدعوا عليهم أن يصيروا في بطنها). المراد ب‍ (الأرض) عالم الأجسام كلها. أي، دعا عليهم أن يدخلهم الحق في باطن عالم الملك الذي هو أرض بالنسبة إلى عالم الملكوت الذي هو السماء، ولا يذرهم على وجه الأرض ليتخلصوا من العوالم الظلمانية الحاجبة للأنوار القدسية والوحدة الحقيقية، أو الأرض المعهودة، (23) فإنها أيضا حضرة من أمهات الحضرات. أي، لا تذرهم على وجه الأرض، بل أدخلهم في باطنها ليتضح عليهم ملكوت ما يخرج منها، فإن السالك إذا دخل في حضرة من الحضرات الإلهية، يكشف له ما في تلك الحضرة من الأعيان والحقائق وأسرارها.
(المحمدي: (لو دليتم بحبل لهبط على الله). (له ما في السماوات وما في الأرض).) أي، وجاء القلب المحمدي بقوله: (لو دليتم بحبل لهبط على الله).
فأخبر أن الله في باطن الأرض، كما أنه في باطن السماء (24) وقال: (له ما في

(23) - قوله: (أو الأرض المعهودة). أو أرض نفسه التي هي أرض طبيعته والخروج منها إلى ملكوت نفسه، إلا بالخروج عن ملكوت نفسه قد يصير خارجا عن أرض عالم الملك، وقد يصير خارجا عن بعض أرضه حسب مدارج النفس ومقاماتها وقوة السلوك ونقصانه.
(الإمام الخميني مد ظله) (24) - قوله: (في باطن السماء). بل المقصود والمناسب للمقام المحمدي هو الأخبار عن أن الله في باطن العوالم وظاهرها، فهو تعالى ظاهر في عين كونه باطنا، وباطن في عين كونه ظاهرا، كما قال، تعالى شأنه: (هو الأول والأخر والظاهر والباطن). وعن مولينا، صاحب الأمر، روحي له الفداء، في توقيعاته: (يا باطنا في ظهوره وظاهرا في بطونه و مكنونه). (الإمام الخميني مد ظله)
(٥٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 ... » »»