(وبذلك وردت الأخبار الإلهية) مثل: (إن الله خلق آدم على صورته).
و (لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه). و (مرضت فلم تعدني). وغير ذلك من (القرض) و (الاستهزاء) و (السخرية) و (الضحك)، كقوله: (و اقرضوا الله قرضا حسنا). و (الله يستهزء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون). و (سخر الله منهم). و (ضحك الله مما فعلتها البارحة). (على ألسنة التراجم) من الأنبياء والأولياء. (إلينا فوصف) أي الحق. (نفسه لنابنا) أي بصفاتنا، لما كانت عائدة إلى عيننا الثابتة من وجه، كما مر، قال: (بنا). (فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا) لأن ذواتنا عين ذاته لا مغايرة بينهما إلا بالتعين والإطلاق.
أو شهدنا نفوسنا فيه لأنه مرآة ذواتنا. و (إذا شهدنا) أي الحق. (شهد نفسه) أي، ذاته التي تعينت وظهرت في صورتنا. أو شهد نفسه فينا لكوننا مرآة لذاته وصفاته.
(ولا نشك أنا كثيرون بالشخص والنوع) ويجوز أن يكون (أنا) عبارة عن لسان أهل العالم، أي، أهل العالم أي، إنا كثيرون. بالأشخاص والأنواع التي فيه، ويجوز أن يكون عن لسان الأفراد الإنسانية، أي، إنا كثيرون بالشخص و بحسب الأنواع التي فينا لتركبنا من العالمين الروحاني والجسماني. ويؤيد الثاني ما بعده وهو قوله: (وإنا وإن كنا على حقيقة واحدة) أي، وإن كنا مشتملة على حقيقة نوعية هي (تجمعنا، فنعلم قطعا أن ثمة فارقا به) أي، بذلك الفارق.
(تميزت الأشخاص بعضها عن بعض، ولو لا ذلك) أي الفارق. (ما كانت الكثرة في الواحد) أي، حاصلة ومتصورة في الواحد. (فكذلك أيضا وإن وصفناه) أي الحق. (بما وصف به نفسه من جميع الوجوه، فلا بد من فارق).
لما شبه في الأول، أراد أن ينزه هنا ليجمع (138) بين (التنزيه) و (التشبيه) على ما هو طريقة الأنبياء.
(وليس) ذلك الفارق. (إلا افتقارنا إليه في الوجود، وتوقف وجودنا