شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٣٧٤
العيني (97)). أي، نعرض عن حكاية الملائكة ونرجع إلى تقرير الحكمة الإلهية. و مراده، رضى الله عنه، بيان الارتباط بين الحق والعالم، وأن الإنسان مخلوق على صورته، فبنى أصلا يتفرع عليه المقصود بقوله: (اعلم، أن الأمور الكلية) أي الحقائق (98) اللازمة للطبائع الموجودة في الخارج، كالحياة والعلم والقدرة و الإرادة وغيرها، مما هي أمور عقلية ولا أعيان لها في الخارج. و (إن لم يكن لها وجود في عينها) أي، وإن لم يكن لها ذات موجودة في الخارج، فهي موجودة في العقل بلا شك، فهي باطنة من حيث إنها معقولة ومع ذلك لا تزول عن الوجود العيني ولا ينفك منه، إذ هي من جملة لوازم الأعيان الموجودة في الخارج.
وفي بعض النسخ: (لا تزال عن الوجود الغيبي) على أن (لا تزال) مبنى للمفعول من (أزال، يزيل). و (الغيبي) بالغين المعجمة والباء. ومعناه: هي باطنة لا يمكن أن يزال عن كونها أمورا عقلية.
(ولها الحكم والأثر في كل ماله وجود عيني) أي، ولهذه الأمور الكلية، التي لا أعيان لها في الخارج منفكة عن التقيد المشخص إياها والمعروضات التي تعرض

(97) - قوله: (العيني) بالعين المهملة، كما هو في بعض النسخ المقروة على الشيخ. أي، هي باطنة بأعيان وجودها العقلي لكن لا تزول عن الموجودات العينية ولا تسلب عنها، بل هي ثابتة لها في ضمن ثبوت أفرادها. أو بالغين المعجمة. أي، لا تزول عن الوجود الغيبي العقلي ولا يتصف بالوجود العيني الخارجي. وحاصله أنها لا يخرج من العلم إلى العين. و في بعض النسخ: (لا تزال) إما بضم التاء من (الإزالة)، فمعناه قريب مما سبق، سواء كانت العين مهملة أو معجمة، وإما بفتحها لا تزال والعين مهملة. فقال الشارح الجندي: إن قوله: (باطنة) منصوب على الوجه والتقدير، فهي لا تزال باطنة عن الوجود العيني أي، لا يظهر أعيانها في الخارج وإن كانت موجودة في العلم وبالنسبة إلى العالم. و أما فتحها والغين المعجمة فلا وجه له ظاهرا. (جامى) (98) - لا الطبائع كما قال بعض الشراح. (ج)
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 379 380 ... » »»