موجودة في الخارج لها حكم وأثر في الموجودات الخارجية، بل هي عين هذه الموجودات الخارجية، فإن الظاهر والمظهر متحد في الوجود الخارجي وإن كان متعددا في العقل، لأن الكلام في الأمور الكلية التي لا أعيان لها في الخارج غير هذه الموجودات العينية. وفائدة الإضراب لا يظهر إلا بحسب هذا المعنى والتفسير بقوله: (أعني أعيان الموجودات). وقوله: (فهي الظاهرة من حيث أعيان الموجودات، كما هي الباطنة من حيث معقوليتها) يؤيد ما ذهبنا إليه.
قوله: (لم تزل عن كونها معقولة في نفسها (108)) (109) أي، مع أنها في الخارج عين الأعيان الموجودة، هي في نفسها أمور معقولة (لم تزل) عن معقوليتها، بضم الزاء، من (زال، يزول)، أو بفتحها وضم التاء، من (تزال) المبنى للمفعول.
(فهي الظاهرة من حيث أعيان الموجودات، كما هي الباطنة من حيث معقوليتها) أي، تلك الأمور الكلية ظاهرة باعتبار أنها عين الأعيان الموجودة و باعتبار الآثار الظاهرة منها، وباطنة باعتبار أنها أمور معقولة لا أعيان لها في الخارج بنفسها.
قوله: (فاستناد كل موجود عيني (110) لهذه الأمور الكلية التي لا يمكن رفعها عن العقل، (111) ولا يمكن وجودها في العين وجودا تزول به عن أن تكون