شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٣٦٣
قوله: (فظهر جميع ما في الصورة الإلهية من الأسماء في هذه النشأة الإنسانية، فحازت رتبة الإحاطة والجمع بهذا الوجود، وبه قامت الحجة لله تعالى على الملائكة) أي، لما استخلف الإنسان وجعله ختما على خزائن الدنيا والآخرة، ظهر جميع ما في الصورة الإلهية من الأسماء في النشأة الإنسانية الجامعة بين النشأة العنصرية و الروحانية، أي صارت جميع هذه الكمالات فيها بالفعل.
وقد صرح شيخنا، رضى الله عنه، في كتاب المفتاح: (إن من علامات الكامل أن يقدر على الإحياء والإماتة وأمثالهما) (74) وإطلاق (الصورة) على الله مجاز، إذ لا يستعمل في الحقيقة إلا في المحسوسات وفي المعقولات مجازا. هذا باعتبار أهل الظاهر. وأما عند المحقق فحقيقة، لأن العالم بأسره صورة الحضرة الإلهية تفصيلا، والإنسان الكامل صورته جمعا، قال النبي، صلى الله عليه و آله: (إن الله خلق آدم على صورته). فالنشأة الإنسانية حازت رتبة الإحاطة و الجمع بهذا الوجود، أي بالوجود العيني، وذلك لأنه حاز بجسمه رتبة الأجسام و بروحه رتبة الأرواح، وبه، أي بهذا الجمع، قامت الحجة على الملائكة لإحاطته بما لم يحيطوا به.

(٧٤) - كتاب مفتاح الغيب القونوي، باب خواص الإنسان الكامل، ص 376. - واعلم، أن هاهنا أمور ثلاثة: أحدها، نشأة هذه الخليفة التي استحقت السجود، و ثانيها، حضرة رب الأرباب علة خلق الإنسان خليفة مستحقا للسجود، وثالثها، نشأة الملائكة الذين شاورهم، يعنى، به لسان مناسب مقام ملكوت جناب حق آنها را مورد مشورت قرار داد. كسى كه به جهات مذكوره عالم باشد، در مى يابد كه علت اعتراض يا اباء از سجود آدم چه بود. وچرا ملائكه مورد عتاب الهى قرار گرفتند. وچرا از حقيقت آدم متعلم به جميع أسماء الهيه مطلع نگرديدند. اين قصور رتبه آنها بود از درك أسماء كليه‌اى كه در مظهر آدمى تجلى نمودند. آن أسماء نه از حقيقت آدم وروح اعظم كه در مرتبه‌اى اعلى از مقام ملائكه قرار دارد، وملائكه در حقيقت تحت كلمه‌اى قرار گرفتند كه حاكم بر آنها بود وبه قدر وجود خويش از مقام محيط بر آنها عالم بودند. وشايد مأموران به سجود از سكنه جبروت نبودند. (ج)
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»