شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٣٧٣
عدمه غالبا يقتضى العجب والأنانية، وهو أشد من الذنب كقوله، عليه السلام:
(... لو لم تذنبوا، لخشيت عليكم ما هو أشد من الذنب: ألا، وهو العجب العجب العجب). ولهذه الحكمة خلق آدم بيديه، أي بصفاته الجلالية و الجمالية، ولذلك ظهر في ابني آدم، قابيل وهابيل، ما كان مستورا فيه من الطاعة والمخالفة، فظهر أن الطاعة في أحدهما والمخالفة في آخر.
(فوصف الحق لنا ما جرى) أي، في العلم بين أعيانهم، أو في العالم الروحاني بين أرواحهم. (لنقف عنده ونتعلم الأدب مع الله تعالى، فلا ندعي ما نحن متحققون به، وحاوون عليه بالتقييد، فكيف أن نطلق في الدعوى، فنعم بها ما ليس لنا بحال، ولا نحن عنه على علم فنفتضح؟ فهذا التعريف الإلهي مما أدب الحق به عباده الأدباء الأمناء (93) الخلفاء) (94) ظاهر (95) (ثم نرجع إلى الحكمة فنقول، اعلم أن الأمور الكلية وإن لم يكن لها وجود في عينها، (96) فهي معقولة معلومة بلا شك في الذهن، فهي باطنة لا تزول عن الوجود

(93) - الحاملين للأمانة التي هي صورة الله. (جامى) (94) - الذين استخلفهم الله تعالى في حفظ خزانتي الدنيا والآخرة. فان قلت: أي حاجة للمتحققين بهذه الصفات إلى التأديب؟ قلنا: المراد تأديب ذواتهم قبل التحقق للتحقيق، إذ قلنا لكل جواد كبوة، فيمكن منهم وقوع الذنب بعد التحقق بها أيضا. (جامى) (95) - أي، معاني ما ذكره الشيخ الأكبر ظاهر. (ج) (96) - اعلم، أن (الأمور الكلية) أي، الحقائق المشتركة بين الأعيان الخارجية كالحياة والعلم و القدرة والإرادة وغيرها، وإن لم يكن لها من حيث إنها وجود في عينها وحد ذاتها، فإنها لا وجود للكليات إلا في ضمن أفرادها، فهي معقولة معلومة موجودة بلا شك في الذهن، فهي باطنه من حيث هي عليه. (جامى) - أقول: ليس المراد من (الأمور الكلية) المعاني الماهوية، كما ذكره صدر الحكماء في الأسفار. و أضاف، قدس سره، المعاني الماهوية في مقام نقل كلام الشيخ في الأسفار وإن تعرض الشيخ في أثناء تحقيقه لحكم المعاني الماهوية. مراد شيخ آن است كه حقايق مستجنه در ذات مانند اصل ذات كه از حقايق ارساليه است، به نحو محوضت در مقام تجلى باقى نمى مانند. بلكه ظل وصورت وتعين اين حقايق در مقام واحديت وعوالم خلقى متحقق مى شود. (ج)
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 379 ... » »»