على نفسه (107). لا يقال (108)، الممكن في وجوده (109) لا يحتاج إلى علة وهو غير موجود عندنا (110) لكونه اعتباريا، لأنا لا نسلم ان الاعتباري (111) لا يحتاج إلى علة فإنه لا يتحقق في العقل الا باعتبار المعتبر فهو علته. وأيضا، المعتبر (112) لا يتحقق في الخارج الا بالوجود إذ عند زوال الوجود عنه مطلقا لا يكون الا عدما محضا فلو كان اعتباريا لكان جميع ما في الوجود أيضا اعتباريا إذ الماهيات منفكة عن الوجود أمور اعتبارية (113) وهو ظاهر البطلان. وتحقق الشئ بنفسه لا يخرجه عن كونه أمرا حقيقيا (114) ولأن (116) طبيعة الوجود من حيث هي هي حاصلة للوجود الخاص الواجبي (117) وهو في الخارج فيلزم ان يكون تلك الطبيعة موجودة فيه لكن لا بوجود زائد عليها، وحينئذ لو كانت ممكنة لكانت محتاجة إلى علة ضرورة.
تنبيه (118) وآخر الوجود ليس بجوهر ولا عرض لما مر، وكل ما هو ممكن فهو اما جوهر أو عرض ينتج ان الوجود ليس بممكن فتعين ان يكون واجبا (119).
وأيضا، الوجود لا حقيقة له زائدة على نفسه والا يكون كباقي الموجودات في تحققه بالوجود ويتسلسل، وكل ما هو كذلك (120) فهو واجب بذاته لاستحالة (121) انفكاك ذات الشئ عن نفسه.
فان قلت: الوجوب نسبة تعرض للشئ نظرا إلى الوجود الخارجي، فمالا وجود له في الخارج زائدا على نفسه (122) لا يكون متصفا بالوجوب.
قلت: الوجوب عارض للشئ الذي هو غير الوجود باعتبار وجوده، اما إذا كان ذلك الشئ عين الوجود فوجوبه بالنظر إلى ذاته لا غير لأن الوجوب يستدعى التغاير مطلقا (123) لا بالحقيقة (124) كما ان العلم يقتضى التغاير بين العالم و المعلوم تارة بالاعتبار وهو عند تصور الشئ نفسه، وتارة بالحقيقة، و هو عند تصوره غيره.
وأيضا، كل ما هو غير الوجود يحتاج إليه من حيث وجوده وتحققه، والوجود من حيث هو وجود لا يحتاج إلى شئ فهو غنى في وجوده عن غيره، وكل ما هو غنى