شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٢٢١
الأحدي كما ان المهية ثابتة في الممكن بالجعل المتعلق بوجوده لا بمهيته، لأنها غير مجعولة بالذات...).
أقول، قال العرفاء ان الأعيان الثابتة لا تنتقل من الغيب إلى الظهور بل التي تكون ظاهرة هي ظلال ما في الغيب لا عينها، فهذا معنى قولهم ما شمت رائحة الوجود، أي الوجود الخارجي الخاصي.
قال مولانا الملا محسن في عين القين: (كل حقيقة ممكنة الوجود وإن كانت باعتبار ثبوتها في الحضرة العلمية أزلا وأبدا ما شمت رائحة الوجود لكن باعتبار مظاهرها الخارجية كلها موجودة فيه.
قوله: وعالم الأرواح مظهر... ط گ‍، ص 19 لان عالم الأرواح ظاهرة بالنسبة إلى الأعيان الثابتة الغيبية المطلقة، وباطن بالنسبة إلى عالم الشهادة.
قوله: والآخر من وجه... أي، عالم الشهادة هو آخر بالنسبة إلى عالم الأرواح وأول بالنسبة إلى النشأة الآخرة.
قوله: لهذه الأربعة... أي الأول والآخر والظاهر والباطن.
قوله: أمهات الأسماء... وهي الأئمة الاسبعة، وهي الحياة والعلم و القدرة ولإرادة والسمع والبصر والكلام.
قوله: رقائق... أي مراتب.
قول: ولو كانت كذلك... أي، لو كانت الصور العلمية مجعولة.
قوله: لا ان المهية جعلت مهية فيه... أي، الوجود مجعول لا المهية.
قوله: بهذا المعنى... أي، كون المهية مجعولة دون وجودها بالفيض الأقدس في ظهورها العلمي انسب، وأولى لأنها في ظهورها العلمي لا تكون بوجودها الخاص. وليس المراد ما يفهم من ظاهر عبارته من جعل التركيب بين المهية ونفسها في الحضرة العلمية، فعلى هذا من قال ان الوجود مجعول، صحيح، أي باعتبار الوجود الخارجي للأشياء، ومن قال ان المهية مجعول، صحيح أيضا، أي باعتبار ظهورها العلمي فلا نزاع بينهما (117).
قال كمال الدين محمد اللاري في شرح الزوراء: (ما يفهم من كلام العرفاء

(117) - ادله هر يك از قائلان به اصالت ماهيت واصالت وجود قول به تفصيل را نفى مى كند، وما اشتهر في السنة الطلبة ان الوجود أصيل في الخارج والماهية في الذهن أو ان الوجود أصيل في الحق والماهية في الخلق من الأوهام.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»