كالقدوس والسلام، ويسمى هذا القسم أسماء الذات. أو معنى وجودي يعتبره العقل من غير ان يكون زائدا على الذات خارج العقل فإنه محال، فهو اما ان لا يتوقف على تعقل الغير كالحي والواجب، واما ان يتوقف على تعقل الغير دون وجوده كالعالم والقادر ويسمى هذه أسماء الصفات، واما ان يتوقف على وجود الغير كالخالق والرازق ويسمى أسماء الافعال لأنها مصادر الافعال).
قال بعض العرفاء: الأسماء الذات هي الأسماء العامة الحكم القابلة للتعلقات المتقابلة والصفات المتبائنة كالحياة من حيث هي والعلم من حيث هو و كذا الإرادة والقدرة والنورية وكالوحدة من حيث انها عين الواحد لا من حيث انها نعت الواحد، وأسماء الصفات هي التي تشعر بنوع التكثر محسوسا كان أو معقولا، كالوحدة من حيث انها نعت الواحد ونسبة ارتباطها بالذات، وأسماء الافعال هي المشعرة بنوع الفعل كالخلق والقبض والبسط واللطف والقهر.
قال صاحب المجلى: (هذه الأسماء مع كثرتها تنحصر في أسماء الصفات و أسماء الافعال وإن كان المجموع في الحقيقة أسماء الذات، الا انها انقسمت باعتبار المظاهر فإذا ظهرت الذات الأحدية في بعض المظاهر كظهورها في الانسان الكامل (103) تسمى أسماء الذات، وإذا ظهرت الصفات في بعض المظاهر كظهور اسم القادر في الملك والجن والانس يسمى أسماء الصفات، وإذا ظهرت الافعال في بعض المظاهر كما في غير ذوات العقول من الموجودات تسمى أسماء الافعال، مع ان كل واحد منها يصدق مع الآخر والكل على الكل ولهذا قالوا أحد بالذات كل بالأسماء. فان الرب، مثلا، يدل على الذات وبمعنى المالك يدل على الصفة، وبمعنى المصلح يدل على الفعل). (ما ذكره مأخوذ عن الشارح الفاضل في أوائل شرحه) قال مولانا صدر الدين القونوي في مفتاح الغيب: (والأسماء على اقسام ثلاثة كلية ولا يخرج شئ منها أصلا كان ما كان:
فما كان منها عام الحكم قابلا للأمور والتعلقات المختلفة والمتقابلة، أضيف إلى الذات وهي الحقايق اللازمة لوجود الحق سبحانه تعالى، وهي لكمال