مستقلا غير حال في الموضوع كالجوهر ومحتاجا حالا في الموضوع كالاعراض. الا ان ينكر وجود الاعراض كابن كيسان والشيخ الرئيس أثبت وجود الاعراض في إلهيات الشفاء. وأيضا، لما ثبت ان التشخص عين الوجود، فإذا كان الوجود واحدا وله مرتبة واحدة وهو مناط التشخص يكون كل الموجودات المتشخصة المتباينة شخصا واحدا (22).
ان قلت، اما سمعت انهم يقولون ان العالم شخصي واحد.
قلت، مراد هم ان المجموع للارتباط الذي بين اجزائه يكون شخصا واحدا، لا ان هذا الجزء عين الجزء الآخر بالشخص، كزيد، مثلا، شخص واحد مع انه مستقل على الاجزاء المختلفة للارتباط الذي بين اجزائه، لا ان يد زيد بعينها وشخصها عين رجله بعينه. وأيضا، إذا كان الامر كما توهموه فما الفرق بين الوجود العلمي للأشياء والوجود العيني لها والفرق بين الفيض الأقدس و المقدس مع ان كلهم ينادى بأعلى صوته بالفرق بينهما ويقولون: ان الأعيان الثابتة كانت موجودة بالوجود العلمي ثم صارت موجودة بالوجود الخارجي (23).
قال القيصري في الفص الإسحاقي ط گ ص 196 عند شرح قول الشيخ:
(يا خالق الأشياء في نفسه. أي، في علمه الذي هو عين ذاته في مقام أحديته في ظاهرية وجوده المسماة بالوجود العيني). وغير ذلك من العبارات التي لا تحصى (24).
اعلم، انهم يقولون ان الانسان مشتمل على جميع الصفات والأسماء الإلهية بحيث لا يشذ عنه شئ منها سوى الوجوب الذاتي، فإنه لا قدم فيه للممكن الحادث والا لزم قلب الحقايق. وإذا كان الامر كما توهموه يكون الوجوب الذاتي أيضا ثابتا للممكن كسائر الصفات (25).
ان قلت، مراد هم ان الوجوب الذاتي لا تكون ثابتة له بالذات ولا فرق بينهما.
واعلم، انه مما يدل على ان الوجود ذو مراتب، وليس مطلق الوجود واجبا.
قول القيصري في التنبيه الأول من الفصل الأول من المقدمات ط گ ص 8: