شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٧٣
المطلق والوجود المقيد على غير ما اشتهر بين أهل النظر، فان الوجود المطلق عند العرفاء عبارة عما لا يكون محصورا في امر معين محدود بحد خاص، الوجود المقيد بخلافه كالانسان والفلك والنفس والعقل. وذلك الوجود المطلق (15) كل الأشياء على وجه أبسط وذلك لأنه فاعل كل وجود مقيد وكماله.
وقال أيضا في مبحث العلة والمعلول من الاسفار: (وكذلك هداني ربى بالبرهان النير من كون الوجود منحصرا في حقيقة واحدة شخصية لا شريك له في الموجودية الحقيقية، ولا ثاني له في العين وليس في دار الوجود غيره وما يترائى في عالم الوجود انه غير الواجب فإنما هو من ظهور تجليات صفاته). أسفار، ط گ‍، ج 1، ص 185 - 187 وقال أيضا في شرحه للهداية: الصنف الثالث، وهم الراسخون في العلم من الحكماء، قائلون بان العالم ليس عبارة عن الممكن الصرف ولا عن الوجود الحقيقي الصرف بل من حيث هو موجود بالوجود الحقيقي له اعتبار من حيث انه ينقسم إلى العقول والنفوس وغيرها له اعتبار آخر. فالعالم زوج تركيبي من الممكن والسنخ الباقي الذي هو بذاته موجود ووجود. فليس العالم عبارة عن الذوات المتعددة كما حسبه المحجوبون، بل ذاته واحد هو الحق الذي هو الوجود الحقيقي ولا وجود للمكنات الا بارتباطها، لا بان يفيض عليها وجودات مغايرة للوجود الحقيقي وبرهان ذلك مذكور في كتابنا المسمى بالاسفار الأربعة.
ويمكن ان يكون مراد القيصري من الوجود الذي يتعين بكل التعينات هو الوجود الصرف مع تجليه (16).
وعندي هذا أوفق بعبارتهم والمراد من السريان هو التجلي إذا كان المراد من الوجود هو الوجود الصرف.
قال مولانا عبد الرحمن الجامي في شرح اللمعات ط حامد رباني، 1352 ه‍ ش، ص 64 في اللمعة السابعة: (... مراد به سريان وى در همه، عموم تجلى اوست مر موجودات را ظاهرا وباطنا).

(15) - وجود مطلق به قيد اطلاق نفس تدلى وظهور حق (حقيقت وجود عارى از اطلاق) است واين ظهور قبول قيود وتعينات امكانيه مى نمايد: (في العقل عقل وفي النفس نفس وفي السم سم وفي الترياق ترياق).
(16) - قيصرى تصريح كرده است كه وجود سارى در حقايق امكانيه وجود مقيد به اطلاق است كه از آن در لسان عرفاى شيعه به مقام مشيت فعليه تعبير كرده اند. اين فيض منبسط نفس تجلى وظهور حق وبا فيض اقدس متحد است، ولى حقيقت غيبي وجود مقام غناء عن العالمين، غيب مغيب، وذات است كه از آن به وجود مطلق عارى از اطلاق تعبير نموده اند. بنابر اين، وجود مقيد به قيد اطلاق عين تجلى وظهور حق است نه آنكه وجود منبسط نيز خود متجلى در اعيان باشد وقد ذكرنا في التعليقة انه ليس للتجلى التجلى.
اگر ما علم وقدرت وديگر صفات وأسماء كماليه را به نحو اطلاق وعدم تعين ملاحظه كنيم اين صفات نيز غيب محض ومجهول مطلق اند ولى به اعتبار سريان وجود مطلق در همه حقايق سارى مى باشند، وحقيقت ذات كه ينبوع كل كمالات وجوديه است داراى مقام بطونى است كه آيات ناظره به تنزيه راجع به بطون ذات ومقام بينيازى آن از عالميان حتى أسماء وصفات مى باشد، همين ذات غيب مغيب داراى تنزلاتى است علما وعينا كه آيات وروايات نص وظاهر در تشبيه وتجسيم ناظر به آن مى باشند وحقيقت وجود متنزل در مراتب ومظاهر خلقيه است بدون تجافى از مقام خود وانه خارج عن الحدين دان في علوه وعال في دنوه. على مشرب حضرة العلوية صلى الله عليه وآله.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»